ـ[إذا عاش شخص من غير المسلمين حياته مبتعدا عن المعاصي الكبيرة، عاملا للخير ما استطاع إلى ذلك سبيلا، وكان يعيش حياة طيبة ثم مات على غير الإسلام، فهل يدخل الجنة بسبب أعمال الخير التي كان يعملها، أم يدخل النار لأنه لم يسلم (عن علم أو جهل) ولم يقبل بتوحيد الله؟ أرجو التوضيح.]ـ
[الْجَوَابُ]
الحمد لله
إذا مات الإنسان على غير الإسلام فإن الجنة عليه حرام لقوله تعالى {إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار} المائدة: ٧٢ وأعمال الخير التي يقوم بها الإنسان مع كفره لا تنفعه في الآخرة بشي لقوله تعالى {ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين} آل عمران: ٨٥ ولقوله تعالى {وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا} الفرقان:٢٣ ولقوله تعالى {والذين كذبوا بآياتنا ولقاء الآخرة حبطت أعمالهم، هل يجزون إلا ما كانوا يعملون} الأعراف: ١٤٧
وقد سألت عائشة رضي الله عنها النبي صلى الله عليه وسلم سؤالا يُشبه ما ورد في سؤال السائل فقالت رضي الله عنها: يَا رَسُولَ اللَّهِ , ابْنُ جُدْعَانَ كَانَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ يَصِلُ الرَّحِمَ وَيُطْعِمُ الْمِسْكِينَ فَهَلْ ذَاكَ نَافِعُهُ؟ قَالَ لَا يَنْفَعُهُ إِنَّهُ لَمْ يَقُلْ يَوْمًا رَبِّ اغْفِرْ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ." رواه الإمام مسلم رحمه الله في صحيحه ٢١٤
وأمّا إذا كان الكافر لم يسمع عن الإسلام ولم تصل إليه الدّعوة فإنّ الله تعالى يمتحنه يوم القيامة (يراجع السؤال رقم ١٢٤٤) والله تعالى أعلم.