للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يشك في بكارة زوجته بسبب عدم نزول دم!

[السُّؤَالُ]

ـ[تزوجت منذ حوالي خمسة أشهر وعاشرت امرأتي بصعوبة في البداية ولكنها لم ينزل منها دم حتى الآن وأنا لا أعلم إن كانت بكراً أم حدث شيءٌ لا أعلمه - والعياذ بالله - وخصوصا أنها كانت مخطوبة قبل ارتباطي بها بشاب مشتهر بفساد أخلاقه من خمر ومخدرات وزنا.

أفيدونا أفادكم الله، أنا لا أريد أن أظلِم أو أظلَم، والشيطان لا يتركني.]ـ

[الْجَوَابُ]

الحمد لله

أولاً:

ينبغي أن تعلم أن الشيطان حريص كل الحرص على التفريق بين الرجل وامرأته، فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إِنَّ إِبْلِيسَ يَضَعُ عَرْشَهُ عَلَى الْمَاءِ، ثُمَّ يَبْعَثُ سَرَايَاهُ، فَأَدْنَاهُمْ مِنْهُ مَنْزِلَةً أَعْظَمُهُمْ فِتْنَةً، يَجِيءُ أَحَدُهُمْ فَيَقُولُ: فَعَلْتُ كَذَا وَكَذَا، فَيَقُولُ: مَا صَنَعْتَ شَيْئًا! قَالَ: ثُمَّ يَجِيءُ أَحَدُهُمْ فَيَقُولُ: مَا تَرَكْتُهُ حَتَّى فَرَّقْتُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ امْرَأَتِهِ، قَالَ: فَيُدْنِيهِ مِنْهُ، وَيَقُولُ: نِعْمَ أَنْتَ!) رواه مسلم (٥٠٢٣) .

وحتى يصل الشيطان إلى مقصوده ذلك له مداخل كثيرة يدخل منها إلى الإنسان، منها: التشكيك في عفة امرأته.

ثانياً:

ينبغي أن تعلم أيضاً: أن عدم نزول الدم عند الجماع الأول لا يعني بالضرورة الطعن في عفة المرأة، لأن الغشاء قد يكون مطاطيا فلا يحصل نزيف عند الجماع، كما ذكر ذلك الأطباء.

كما أنه قد يزول من المرأة بأسباب كثيرة غير الجماع، كالرياضة أو القفز ونحو ذلك.

ثم إن الدم المتوقع نزوله في الغالب قد يكون قطرة أو قطرتين، وينزل هذا الدم مختلطاً بالإفرازات، فقد لا يراه الرجل لعدم ظهوره.

فلكل هذه الاحتمالات – ولغيرها – لا يجوز للرجل أن يشكك في عفة امرأته من أجل أنها لم ينزل منها دم عند الجماع، فعدم نزول الدم لا يعني عدم العفة، كما أن نزول الدم لا يعني العفة؛ لما قد تفعله بعض النساء من عمليات رتق للغشاء.

فإذا كانت امرأتك امرأة عفيفة وصاحبة دين وخلق فلا تجعل للشيطان سبيلاً عليكما، ويعكر عليكما حياتكما، فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم، ولا تشك في امرأتك من غير دليل واضح.

بارك الله لكما، وبارك عليكما، وجمع بينكما في خير، وصرف عنكما كيد الشيطان.

وانظر جواب السؤال رقم (٤٠٢٧٨) ففيه زيادة فائدة.

والله أعلم.

[الْمَصْدَرُ]

الإسلام سؤال وجواب

<<  <  ج: ص:  >  >>