ـ[أنا موظف شركة أرامكوا السعودية وأعمل في نظام النوبات وفي منطقة حرض ونظام عملي ١٢ ساعة يوميا لمدة سبعة أيام من الساعة السادسة مساء إلى الساعة السادسة صباحا وأواجه معاناة في أداء صلاة الظهر والعصر في وقتها مع الجماعة. فهل يجوز لنا أن نجمع بين صلاة الظهر والعصر؟ مع العلم أني أسكن في مدينة جدة وآتي إلى حرض للعمل فقط ثم أعود إلى جدة في نهاية الأسبوع، أعمل جاهدا على أن أستيقظ لأداء الصلاة في وقتها ولكن أكثر الأوقات تفوتني الصلاة مع الجماعة.]ـ
[الْجَوَابُ]
الحمد لله
أولا:
الواجب على أهل الأعمال وغيرهم أداء الصلوات في أوقاتها؛ لقوله تعالى:(إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا) النساء/١٠٣، وقد أثنى الله تعالى على المؤمنين بأنهم لا تشغلهم أعمالهم عن طاعة الله تعالى، فقال:(رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ * لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ) النور/٣٧-٣٨.
فالواجب عليك أن تحرص على الاستيقاظ في وقت الصلاة، وأن تأخذ بالأسباب التي تعين على ذلك، فإذا قدّر أنك نمت في بعض المرات وفاتتك صلاة الجماعة، مع حرصك على الاستيقاظ وبذلت الأسباب لذلك، فلا شيء عليك.
ثانيا:
من سافر إلى بلد ونوى الإقامة فيه أكثر من أربعة أيام، كان في حكم المقيم، ولزمه إتمام الصلاة، ولم يجز له الجمع بين الصلاتين لأجل السفر، لكن الجمع لا يختص بالسفر، بل يباح لأعذار أخرى كالمرض والمطر والمشقة.
وقد سبق ذلك في جواب السؤال رقم (٣٨٠٧٩) .
وعلى هذا، فإذا غلب على ظنك أنك لا تستطيع الاستيقاظ لصلاة الظهر، وأن ذلك يشق عليك، فلا حرج إن شاء الله تعالى من تأخير صلاة الظهر حتى تجمعها مع صلاة العصر جمع تأخير، على أن يكون ذلك عند حصول المشقة فقط، ولا يكون أمرا مستمرا سواء وجدت المشقة أم لا.