ـ[أدرس في مدرسة لتعليم رياضة الكونغ فو. ومنذ أربع سنوات أتعلم مع نفس المعلم. والآن صرت من الطلاب المقربين لهذا المعلم الذي اختصني دون باقي المتعلمين بمزيد من الأساليب وأمدني بدواء وعلاج صيني (أو طرائق معينة في اللعبة) . ويحتم علي وضعي الحالي الإسهام في زيادة أفراد المدرسة بدعوة مزيد من الأشخاص ليلتحقوا بالمدرسة. وأنا شخصيًا عندي نية جلب مزيد من الناس إلى المدرسة كي يتعلموا الدفاع عن أنفسهم. لكن المشكلة أنه يحدث بهذه المدرسة نوعين من الشرك –الأكبر- بصفة دورية، وإن كان المعلم لا يجبر الطالب على أداء هذا الشرك ما لم يرغب الطالب نفسه.
هل حرام إحضار الناس ودعوتهم إلى هذه المدرسة مع العلم بأنهم قد يشتركوا في هذه الأنشطة الشركية؟ وهل الحكم واحد إن كان المدعوين أطفالا؟.]ـ
[الْجَوَابُ]
الحمد لله
وبعد فإن ممارسة الرياضة بمختلف ٍأنواعها التي لا تعارض حكم الشرع وتحقق مقصد العبودية لله عز وجل تعتبر من الأمور التي حث عليها الإسلام لتحقيقها الصحة الجسمية والقوة البدنية والسلامة العقلية حيث وردت الأدلة الشرعية من القرآن والسنة على مشروعيتها بل والحض عليها.
إلا أنه في بعض الحالات تصبح هذه الرياضة محرمة لا لذاتها وإنما لما احتفّ بها من أمور محرمة، وهذا ينطبق على ما ذكرته أخي السائل في سؤالك.
ومن أمثلة ما قد يقع من المخالفات الانحناء لغير الله فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال:(قال رجل: يا رسول الله أحدنا يلقى صديقه أينحني له؟ قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا، قال: فيلتزمه ويقبله؟ قال: لا قال: فيصافحه؟ قال: نعم إن شاء) رواه الترمذي (٢٧٢٨) وقال حديث حسن وابن ماجه (٣٧٠٢) والحديث حسنه الألباني في السلسلة الصحيحة (١٦٠) .
قال ابن تيمية:(وأما الانحناء عند التحية فينهى عنه كما في الترمذي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنهم سألوه عن الرجل يلقى أخاه ينحني له؟ قال: لا، ولأن الركوع والسجود لا يجوز فعله إلا لله عز وجل) مجموع الفتاوى (١/٣٧٧)
فإن كنت تعلم أن الشخص الذي تدعوه للاشتراك قد يمارس شيئاً محرماً أو نوعاً من الشرك فإنه لا ينبغي لك أن تفعل ذلك سواء كان المدعو صغيراً أم كبيراً، لأن فيه تعاوناً على الإثم، والله سبحانه وتعالى يقول:(وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعانوا على الإثم والعدوان) المائدة /٢
وفقنا الله وإياك لما يحبه ويرضاه، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.