للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حديث موضوع في فضل الحمل والولادة والرضاعة

[السُّؤَالُ]

ـ[أسأل عن ما صحة حديث قرأته مؤخراً ولم أسمع بها من قبل ومما جاء فيه: (.. أفما ترضى إحداكن أنها إذا كانت حاملا من زوجها وهو عنها راض أن لها مثل أجر الصائم القائم في سبيل الله، فإذا أصابها الطلق لم يعلم أهل السماء وأهل الأرض ما أخفي لها من قرة أعين، فإذا وضعت لم يخرج منها جرعة من لبنها، ولم يمص مصة، إلا كان لها بكل جرعة وبكل مصة حسنة، فإن أسهرها ليلة كان لها مثل أجر سبعين رقبة تعتقهن في سبيل الله. ..) وهل يمكن إحالتي على مرجع أو كتاب يتحدث عن فضل طاعة المرأة لزوجها شريطة أن يكون ما فيه صحيحاً.]ـ

[الْجَوَابُ]

الحمد لله

هذا الحديث يرويه أنس بن مالك رضي الله عنه:

(أن سلامة - حاضنة إبراهيم ابن النبي صلى الله عليه وسلم - قالت: يا رسول الله! تبشر الرجال بكل خير ولا تبشر النساء. قال: أصحابك دسسنك لهذا؟ قالت: أجل، هن أمرنني. قال: أفما ترضى إحداكن أنها إذا كانت حاملا من زوجها وهو عنها راض أن لها مثل أجر الصائم القائم في سبيل الله، فإذا أصابها الطلق لم يعلم أهل السماء وأهل الأرض ما أخفي لها من قرة أعين، فإذا وضعت لم يخرج منها جرعة من لبنها، ولم يمص مصة، إلا كان لها بكل جرعة وبكل مصة حسنة، فإن أسهرها ليلة كان لها مثل أجر سبعين رقبة تعتقهن في سبيل الله. سلامة! تدري لمن أعني بهذا؟ للمتعففات الصالحات المطيعات لأزواجهن، اللواتي لا يكفرن العشير)

رواه الطبراني في "المعجم الأوسط" (٧/٢٠) ، وأبو نعيم في "معجم الصحابة" (رقم/٧٠٤٩) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (٤٣/٣٤٧) ، وابن الجوزي في "الموضوعات" (٢/٢٧٤) وغيرهم:

من طريق هشام بن عمار، حدثني أبي عمار بن نصير، عن عمرو بن سعيد الخولاني، عن أنس بن مالك به.

ثم قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن النبي إلا بهذا الإسناد تفرد به هشام بن عمار. اهـ.

وهذا حديث موضوع مكذوب، حكم عليه ابن حبان في " المجروحين " (٢/٣٤) بالوضع، وكذا ابن الجوزي في "الموضوعات" (باب ثواب المرأة إذا حملت ووضعت) (٢/٢٧٣)

يقول الشيخ الألباني رحمه الله:

" حديث موضوع، لوائح الوضع عليه ظاهرة، آفته الخولاني هذا. قال الذهبي: " حدث بموضوعات ". ثم ساق له هذا الحديث. وأورده ابن الجوزي في " الموضوعات " (٢/٢٧٤) من رواية الطبراني في " الأوسط وقال: " قال ابن حبان، عمرو بن سعيد الذي يروي هذا الحديث الموضوع عن أنس ; لا يحل ذكره إلا على جهة الاعتبار للخواص ". وأقره السيوطي في " اللآلىء " (٢/١٧٥) . ومن طريق الخولاني هذا رواه ابن منده في " المعرفة " (٢/٣٢٩/٢) ، وكذا الحسن بن سفيان في " مسنده " كما في " الفيض " " انتهى.

"السلسلة الضعيفة" (رقم/٢٠٥٥)

ومن أراد النظر في الأحاديث النبوية المتعلقة بموضوع فضل طاعة المرأة لزوجها وقيامها على شؤونه، فليرجع إلى كتاب الإمام المنذري، واسمه " الترغيب والترهيب "، فقد عقد في الجزء الثالث (ص/٣١) فصلا بعنوان: " ترغيب الزوج في الوفاء بحق زوجته، وحسن عشرتها، والمرأة بحق زوجها، وطاعته، وترهيبها من إسقاطه ومخالفته "

جمع في هذا الفصل جميع الأحاديث المتعلقة بهذا الموضوع، وهي في غالبها صحيحة، ولكن في بعضها ضعف، فمن أراد الاقتصار على قراءة ما يصححه أهل العلم من ذلك فليرجع إلى كتاب " صحيح الترغيب والترهيب " للشيخ الألباني (٢/١٩٣) وليقرأ الفصل السابق نفسه وقد حذف منه الأحاديث الضعيفة.

والله أعلم.

[الْمَصْدَرُ]

الإسلام سؤال وجواب

<<  <  ج: ص:  >  >>