للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

هل يجوز لها الاستماع للموسيقى أثناء التمارين الرياضية؟

[السُّؤَالُ]

ـ[أنا أقوم بممارسة تمارين رياضية في صالة مخصصة للنساء فقط، وقد حصل لدي الكثير من المشاكل الصحية والنفسية. ومع ممارسة الرياضة - بالإضافة إلى قراءة القرآن والأدعية - تحسنت حالتي كثيراً عن ما كنت أعانيه سابقا.

السؤال:

هل يجوز ممارسة الرياضة (أي روبت) علماً بأنهم يضعون الموسيقي لممارسة تمارين الرياضة بإيقاع معين حسب ما تقوم بتدريبنا المدربة أم ماذا أفعل؟ إنني في حيرة من أمري هذا وأنا أحب الرياضة ولا يوجد قاعة أو مدربة تقوم بتدريب بدون موسيقى.]ـ

[الْجَوَابُ]

الحمد لله

لا حرج على المرأة أن تمارس التمارين الرياضية، إذا كان ذلك في مكان مخصص للنساء لا يطلع عليهن فيه الرجال، على أن يكون ذلك بقدر محدود، بحيث لا يشغل عن شيء واجب، فلا يؤدي إلى تضيع الصلاة، أو تأخيرها عن وقتها، أو تضيع غيرها من الواجبات.

ومن الأمور المحرمة التي قد تقترن بالألعاب الرياضية من بعض الصالات: استعمال الموسيقى وسماعها، وقد روى البخاري عن أبي مَالِكٍ الأَشْعَرِيُّ رضي الله عنه قال: قال النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (لَيَكُونَنَّ مِنْ أُمَّتِي أَقْوَامٌ يَسْتَحِلُّونَ الْحِرَ وَالْحَرِيرَ وَالْخَمْرَ وَالْمَعَازِفَ)

الحرَ: الزنا.

ومن الحديث يتبين حكم المعازف، وأنها حرام، واقترانها بالمحرمات الأخرى: الحرير والخمر والزنا مما يؤكد حرمتها.

ولا خلاف بين الأئمة الأربعة على حرمة المعازف.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:

" فمن فعل هذه الملاهي على وجه الديانة والتقرب فلا ريب في ضلالته وجهالته، وأما إذا فعلها على وجه التمتع والتلعب: فمذهب الأئمة الأربعة أن آلات اللهو كلها حرام؛ فقد ثبت في " صحيح البخاري " وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أنه سيكون من أمته من يستحل الحر والحرير والخمر والمعازف، وذكر أنهم يمسخون قردة وخنازير.

والمعازف هي الملاهي كما ذكر ذلك أهل اللغة جمع معزفة، وهي الآلة التي يعزف بها أي يصوَّت بها، ولم يذكر أحد من أتباع الأئمة فى آلات اللهو نزاعاً " انتهى.

" مجموع الفتاوى " (١١ / ٥٧٦، ٥٧٧) .

وفي الموسيقى إتلاف للقلب، وإشغال للنفوس عن الحق، وإنبات للنفاق في القلب، ولا يمكن لها أن تكون مهدئة للأعصاب، ولا يمكن أن تكون علاجاً.

قال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله:

" الموسيقى وغيرها من آلات اللهو كلها شر وبلاء، ولكنها مما يزين الشيطان التلذذ به والدعوة إليه حتى يشغل النفوس عن الحق بالباطل، وحتى يلهيها عما أحب الله إلى ما كره الله وحرم فالموسيقى والعود وسائر أنواع الملاهي كلها منكر ولا يجوز الاستماع إليها، وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف) والحر هو: الفرج الحرام - يعني الزنا - والمعازف هي: الأغاني وآلات الطرب " انتهى.

" مجموع فتاوى الشيخ ابن باز " (٣ / ٤٣٦) .

وقال الشيخ – أيضاً -:

" أما العلاج بالموسيقى فلا أصل له بل هو من عمل السفهاء، فالموسيقى ليست بعلاج ولكنها داء، وهي من آلات الملاهي، فكلها مرض للقلوب وسبب لانحراف الأخلاق، وإنما العلاج النافع والمريح للنفوس إسماع المرضى القرآن والمواعظ المفيدة والأحاديث النافعة، أما العلاج بالموسيقى وغيرها من آلات الطرب فهو مما يعودهم الباطل ويزيدهم مرضا إلى مرضهم، ويثقل عليهم سماع القرآن والسنة والمواعظ المفيدة، ولا حول ولا قوة إلا بالله " انتهى.

" مجموع فتاوى الشيخ ابن باز " (٩ / ٤٢٩) .

وينظر – للاستزادة – جواب الأسئلة: (٤٣٧٣٦) و (٥٠٠٠) و (٥٠١١)

وعلى هذا فعليكِ أن تنصحي هؤلاء، وتبيني لهم تحريم سماع الموسيقى في الإسلام وأنه لا داعي لهذا المحرم، وهناك الكثير من هذه الصالات يراعون ذلك، ويمتنعون عن تشغيل الموسيقى، مما زاد إقبال الناس عليهم، فإن لم يستجيبوا - فعلى الأقل - لا يستعملونها فترة وجودكِ في الصالة، حتى لا تكوين مشاركة لهم في المعصية، وساكتة عن منكر يجب إنكاره.

فإن لم يمكن فلا بد من تركك هذه الصالة، فإما أن تبحثي عن غيرها، وإما أن تنظري حلَاّ آخر كما لو أمكن أن تشتري بعض الأجهزة، وتمارسين عليها الرياضة في البيت، فذلك خير لك.

[الْمَصْدَرُ]

الإسلام سؤال وجواب

<<  <  ج: ص:  >  >>