للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ترافق زوجها المبتعث للدراسة في دولة غربية وتريد الدراسة في أماكن مختلطة!

[السُّؤَالُ]

ـ[أنا امرأة أعيش في بريطانيا، مع زوجي المبتعث، والدولة تتكفل بتعليم أسرة المبتعث، أنا حاصلة على شهادة جامعية، وأرغب في إكمال دراستي العليا للأسباب التالية: ١. العزلة، فأنا من ذك النوع الانطوائي، بالإضافة إلى أنني لا أحب تضييع الوقت في القيل والقال في أغلب اجتماعات النساء. ٢. جميع أولادي يدرسون، ويذهبون مع أبيهم من الصبح ولا يعودون إلا العصر. ٣. عندي رغبة شديدة للدراسة، حاولت أكثر من مرة في السعودية ولم يحالفني القبول. ٤. أنا أعمل مدرسة في منطقة من مناطق المملكة أكثر من ٨ سنوات، وبدأت أفكر أكمل تعليمي العالي؛ لعلي أجد عملاً في المدينة التي يعيش ويعمل بها زوجي في المملكة، وأترك مهنة التدريس. ٥. القبول ميسر، وفرصة، فالبلد يشجع على العلم، فكل الناس جاءت تدرس من كل أنحاء العالم. المشكلة هي أن زوجي يرفض التحاقي بمعاهد اللغة؛ بحجة وجود رجال، وسعوديون بالتحديد، وأنت تعلم أن الجامعات تشترط اللغة أولا، وتعلم أننا في بلد لا يطبق الإسلام , بحثت في الإنترنت وفي المعاهد والكليات عن " فصل " ليس فيه رجال فأخبروني أنهم لا يضمنون ١٠٠% أن الفصل نساء، وللعلم أنا إنسانة أتقي الله، وأنا ملتزمة بحجابي الكامل، وأغطي وجهي، ولو درست في فصل مختلط: فإنني سوف أحافظ على ذلك، وإذا لزم الأمر كشفت وجهي وقت الدرس فقط. أرجو إفادتي.]ـ

[الْجَوَابُ]

الحمد لله

أولاً:

اعلمي – حفظك الله – أن طاعة زوجك واجبة عليكِ، ويتحقق الوجوب فيما لو كان أمركِ بطاعة واجبة، أو نهاك عن معصية ظاهرة، وقد وُعدت الزوجة بالأجر الجزيل على طاعة زوجها.

فعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِذَا صَلَّتْ الْمَرْأَةُ خَمْسَهَا وَصَامَتْ شَهْرَهَا وَحَفِظَتْ فَرْجَهَا وَأَطَاعَتْ زَوْجَهَا قِيلَ لَهَا: ادْخُلِي الْجَنَّةَ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ شِئْتِ) . رواه أحمد (١٦٦٤) ، وحسَّنه الألباني في " صحيح الترغيب والترهيب " (١٩٣١) .

ولا شك أن ما أمركِ به زوجك هو المتعين عليك فعله، ولا يسعك خلافه، والاختلاط بين الرجال والنساء في أماكن التعليم والعمل من المحرَّمات التي لا تخفى آثارها السيئة على كلا الجنسين.

وما نقوله لكِ نقوله لزوجك أيضاً، فكثير من الرجال يظن أن الاختلاط محرَّم على النساء دون الرجال، والحكم واحد في الجنسين، ويتعيَّن المنع إن كان الاختلاط في دول الكفر التي لا يجوز – أصلاً – الإقامة فيها بحجة الدراسة، إلا إذا كان هذا العلم لا يجده في بلاد المسلمين، وهي بالإضافة لكفرها فإن فيها من الفساد الأخلاقي الشيء الكثير.

ثانياً:

ليس هناك مانع شرعي من أن تدرس المرأة، وتطلب العلم، وإنما الذي حظره الشرع هو ما يكون في بيئات العلم من الاختلاط والسفور والمعاصي الظاهرة والباطنة.

قال علماء اللجنة الدائمة – في دراسة المرأة -:

"يجب عليها عيناً أن تتعلم ما لا بد منه لإصلاح شؤون دينها، وأداء حق ربها وأسرتها..... فإن تيسر لها ذلك دون خروج إلى المسجد ونحوه: فالحمد لله، وإلا فلها الخروج إلى معهد، أو مدرسة لتعلم ما وجب عليها لتوقُّف صحة دينها وصلاح دنياها عليه" انتهى باختصار.

الشيخ عبد العزيز بن باز، الشيخ عبد الرزاق عفيفي، الشيخ عبد الله بن غديان، الشيخ عبد الله بن قعود.

" فتاوى اللجنة الدائمة " (١٢ / ١٧٧) .

وقالوا أيضاً:

"دراسة المرأة للعلوم الشرعية وغيرها مما تحتاج إليه المرأة، أو يعينها على معرفة أمور دينها: مشروعة، إذا لم يترتب عليها محذور شرعي، أما إذا ترتب عليها محذور شرعي كالاختلاط بالرجال غير المحارم، وعدم الحجاب: فإنها لا تجوز؛ لأن هذه أمور محرمة؛ ولأن ذلك يؤدي إلى الفساد" انتهى.

الشيخ عبد العزيز بن باز، الشيخ عبد الرزاق عفيفي، الشيخ عبد العزيز آل الشيخ، الشيخ صالح الفوزان، الشيخ بكر أبو زيد.

" فتاوى اللجنة الدائمة " (١٢ / ١٧٠، ١٧١) .

ثالثاً:

الاختلاط في أماكن الدراسة لا يبيح للمرأة ولا للرجل أن يدخل تلك المواقع، وبخاصة في بلاد الكفر؛ حيث تكثر الفتن والمهالك، ومن أراد الحفاظ على دينه وعرضه فليتجنب تلك الأماكن التي يختلط فيها الرجال بالنساء، وإلا فإنه يسلك طريقاً لا يسلم فيه إلا القليل، ولو التزمت المرأة بحجابها فإنه لا يبيح لها الدخول لتلك الأماكن للدراسة، وإذا كانت تلك الأماكن في بلاد الكفر: تحتَّم المنع؛ لما يسببه دخولها من تعرض السفهاء لها ولدينها ولحجابها.

سئل علماء اللجنة الدائمة:

هل يجوز للأخوات أن يدخلن، ويتعلمن في المدارس، والجامعات المختلطة، حيث لا يوجد في بلاد الغرب إلا التعليم المختلط، ولكن الأخوات يلتزمن بالزي الإسلامي مع مضايقات الكفار؟

فأجابوا:

"اختلاط الرجال والنساء في التعليم حرام، ومنكر عظيم؛ لما فيه من الفتنة، وانتشار الفساد، وانتهاك المحرمات، وما وقع بسبب هذا الاختلاط من الشرِّ والفساد الخلقي لهو من أوضح الدلائل على تحريمه، وإذا انضاف إلى ذلك كونه في بلاد الكفار: كان أشد حرمةً ومنعاً، وتعلُّم المرأة بالمدارس والجامعات ليس من الضرورات التي تستباح بها المحرمات، وعليها أن تتعلم بالطرق السليمة البعيدة عن الفتن" انتهى.

الشيخ عبد العزيز بن باز، الشيخ عبد العزيز آل الشيخ، الشيخ صالح الفوزان، الشيخ بكر أبو زيد.

" فتاوى اللجنة الدائمة " (١٢ / ١٨١، ١٨٢) .

وقالوا أيضاً:

"لا يجوز للطالب المسلم أن يدرس في فصول مختلطة بين الرجال والنساء؛ لما في ذلك من الفتنة العظيمة، وعليك التماس الدراسة في مكان غير مختلط؛ محافظة على دينك، وعِرضك، (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا) " انتهى.

الشيخ عبد العزيز بن باز، الشيخ عبد العزيز آل الشيخ، الشيخ عبد الله بن غديان، الشيخ صالح الفوزان، الشيخ بكر أبو زيد.

" فتاوى اللجنة الدائمة " (١٢ / ١٧٣) .

والخلاصة:

أطيعي زوجكِ في الامتناع عن الدراسة المختلطة، واصبري حتى ترجعي لبلدك، واستثمري وقت فراغك في طلب العلم، سماعاً، وقراءة، وابذلي جهداً على بنات جنسك من المسلمات تعليماً لهنَّ وإرشاداً، ومن الكافرات دعوة لهنَّ وهداية، ونسأل الله أن يوفقك لما يحب ويرضى.

والله أعلم

[الْمَصْدَرُ]

الإسلام سؤال وجواب

<<  <  ج: ص:  >  >>