للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

هل للكافر غيبة؟ وهل الشكوى للنصيحة من الغيبة المحرمة؟

[السُّؤَالُ]

ـ[أسلمتُ قبل سنتين وعائلتي لا يساعدونني، وقد حصل أن طلبت والدتي أن تأخذ ابنتي وتأخذني لمستشفى الصحة النفسيَّة بسبب إسلامي، ولكنا تفهمت الآن والحمد لله، كنت أتحدث مع إحدى الأخوات وقلت لها كيف تعاملني والدتي، أصبحت صورتها الآن سيئة في نظر صديقتي، والدتي ليست مسلمة فهل يعتبر هذا من الغيبة؟ . أشعر بالندم على ما فعلت؛ لأنني أعلم بأنها لم تفهمني بسبب تأثير الصحافة الأمريكيَّة، أسأل الله أن يغفر لي.]ـ

[الْجَوَابُ]

الحمد لله

نحمد الله أن هداكِ للإسلام، ونسأله تعالى أن يهدي أسرتك، وأن يجمع بينكم على خير في الدنيا والآخرة.

وما يجده المسلم من أذى من الناس بعد اختياره طريق الإسلام شيء طبيعي، بل الأنبياء أنفسهم تعرضوا لهذا فاتهموا في أعراضهم وعقولهم، قال الله تعالى: {كذلك ما أتى الذين من قبلهم من رسول إلا قالوا ساحر أو مجنون} الذاريات / ٥٢.

والغيبة هي ذِكر الآخرين بما يكرهون، وهي جائزة في بعض المواضع ومنها طلب النصيحة ممن يبذلها ومنها أن يشتكي الإنسان ممن ظلمه، قال الله تعالى: (لا يحب الله بالجهر بالسوء من القول إلا من ظلم) النساء / ١٤٨.

قال مجاهد في معنى الآية: أن يُخبر المظلوم بظلم من ظلمه. الآداب الشرعية لابن مفلح (١ / ٢٤٦)

والظاهر من فعلكِ وحديثكِ عن معاملة والدتكِ لك إنما هو لطلب النصح من صاحبتكِ وليس لمجرد الذم والتشهير، وهذا لا بأس به، وهو من أبواب الغيبة المباحة لاسيما وقد وقع عليم شيء من الظلم.

ودليل ما سبق:

ما روته عائشة رضي الله عنها قالت: قالت هند - امرأة أبي سفيان - للنبي صلى الله عليه وسلم: إن أبا سفيان رجل شحيح - (أي: بخيل) -، وليس يعطيني ما يكفيني وولدي إلا ما أخذت منه وهو لا يعلم، قال: " خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف ".

رواه البخاري (٥٠٤٩) ومسلم (١٧١٤) .

وما رواه أبو هريرة رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يشكو جاره فقال: " اذهب فاصبر " فأتاه مرتين أو ثلاثاً فقال: " اذهب فاطرح متاعك في الطريق " فطرح متاعه في الطريق فجعل الناس يسألونه فيخبرهم خبره فجعل الناس يلعنونه فعل الله به وفعل وفعل، فجاء إليه جاره فقال له: ارجع لا ترى مني شيئا تكرهه ".

رواه أبو داود (٥١٥٣) .

فليس عليكِ شيء تجاه ما قلتيه في حق والدتك، ولا عليكِ من تأثير الصحافة الأمريكية عليها وعلى غيرها فبحُسن المعاملة وحُسن عرض الإسلام يمكن أن تكون النتائج أفضل.

وللمزيد حول الغيبة وما يتعلق بها من أحكام يمكن الاستزادة بالنظر في أجوبة الأسئلة (٩٧٨٤) و (٧٦٦٠) و (٢٣٣٢٨) .

والله أعلم.

[الْمَصْدَرُ]

الإسلام سؤال وجواب

<<  <  ج: ص:  >  >>