للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يشتكي من سوء معاملة والدته

[السُّؤَالُ]

ـ[مشكلتي أن أمي لا تحبنا – نحن أولادها – لا نجتمع معها إلا وتسبنا وتشتمنا وتحاول أن تعتدي علينا بالضرب، ماذا أفعل؟ هل أقاطعها؟ أنا أزورها بعد فترات متباعدة لعل قلبها يلين، لكن بلا فائدة، ما إن تراني حتى تبدأ في السب والشتم والطرد من البيت، وتفعل نفس الشيء مع إخوتي كيف نصل إلى رضاها؟ حاولنا الكثير والكثير فماذا نفعل؟.]ـ

[الْجَوَابُ]

الحمد لله

بر الوالدين من أوجب الواجبات التي تجب للبشر على البشر، لقول الله تعالى: (وَوَصَّيْنَا الإنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِير * وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً) لقمان/١٤،١٥.

فأمر الله تعالى بمصاحبة هذين الوالدين المشركين اللذين يبذلان الجهد في أمر ولدهما بالشرك - أمر أن يصاحبهما في الدنيا معروفا.

وطاعة الوالدين واجبة على الولد فيما فيه نفعهما ولا ضرر فيه على الولد، أما ما لا منفعة لهما فيه، أو ما فيه مضرة على الولد فإنه لا يجب عليه طاعتهما حينئذ.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في " الاختيارات " (ص ١١٤) : (ويلزم الإنسان طاعة والديه في غير المعصية، وإن كانا فاسقين ... وهذا فيما فيه منفعة لهما، ولا ضرر عليه) انتهى.

وأما هجرك لها فلا ينبغي، فإنها أمك وحقها عليك عظيم، ويمكنك مواصلتها عن طريق الهاتف، أو زيارتها بين الحين والآخر، وتحتسب ما يصيبك منها في هذه الزيارة من السب والشتم ونحو ذلك، كل ذلك تبتغي بذلك مرضاة الله.

ولكن تقليلا للشر والضرر الحاصل عليك من زيارتها يمكنك مباعدة ما بين الزيارتين، ولكن تتعاهدها بالهاتف إن أمكن أو السؤال عن أحوالها فربما تحتاج إليك أو تقع في ضائقة ما.

فإذا فعلت ذلك فلا حرج عليك إن شاء الله تعالى من تقليل زيارتها ولا تكون عاقا لها، لأنها - وهي صاحبة الحق في بِرِّك لها – لا تريد منك زيارتها، ولا تطالبك بذلك.

وأنت لم تقلل من زيارتها إلا اجتنابا لما يلحقك من الضرر منها.

وللفائدة ينظر جواب السؤالين رقم (٢٦٢١) ، (٣٠٤٤) .

ونسأل الله تعالى أن يوفقك لكل خير، وأن يهدي والداتك، ويصلح أحوالكم.

والله تعالى أعلم.

[الْمَصْدَرُ]

الإسلام سؤال وجواب

<<  <  ج: ص:  >  >>