للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يخرج منه عرق ورائحة ويشق عليه الاغتسال لكل صلاة

[السُّؤَالُ]

ـ[شخص يعاني من التعرق الشديد ويحتاج لأن يستحم لكل صلاة (لكي لا يؤذي غيره من المصلين) فهل يعذر بترك الصلاة في المسجد في بعض الفروض أم لا؟ لا سيما أن هناك صعوبة أحياناً في الاستحمام بشكل دائم ومن ذلك البرودة في صلاة الفجر؟]ـ

[الْجَوَابُ]

الحمد لله

إذا ابتلي الشخص بوجود رائحة كريهة تخرج من بدنه، ولم يمكن إخفاؤها باستعمال الطيب ونحوه، فهو معذور في تركه الجماعة، ويرجى له الأجر من الله تعالى، وإذا كان اغتساله يزيل هذه الرائحة فليفعل ذلك قدر استطاعته، وقد يسر الله تعالى الأسباب المعينة على تسخين الماء، واتقاء البرد، بلبس الألبسة الواقية، وغير ذلك.

وقد نص الفقهاء على أن وجود الرائحة الكريهة عذر في ترك الجماعة، بل يمنع صاحب الرائحة من دخول المسجد وإيذاء المصلين.

والأصل في ذلك: ما رواه مسلم (٥٦٤) عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (مَنْ أَكَلَ الْبَصَلَ وَالثُّومَ وَالْكُرَّاثَ فَلَا يَقْرَبَنَّ مَسْجِدَنَا، فَإِنَّ الْمَلائِكَةَ تَتَأَذَّى مِمَّا يَتَأَذَّى مِنْهُ بَنُو آدَمَ) .

قال في "مطالب أولي النهى " (١/٦٩٩) : "وكره حضور مسجد وجماعته لآكل نحو بصل أو فجل أو كراث , وكل ما له رائحة كريهة , حتى يذهب ريحه، وكذا نحو من به بخر وصُنان , وجزار له رائحة منتنة , ويستحب إخراجهم دفعاً للأذى " انتهى بتصرف.

و"البَخَر" هو الرائحة الكريهة التي تخرج من بعض الناس، و "الصُّنان" هو رائحة الإبط الكريهة.

وقال في "أسنى المطالب" (١/٢١٥) : " ويؤخذ مما ذكر أنه يُعذر بالبَخَر والصُّنَان المستحكم بطريق الأولى " انتهى.

وسئل الشيخ ابن باز رحمه الله: إن والدي كبير ولا يذهب لصلاة الجمعة، ويقول: إنه مريض بمرضٍ هو عبارة عن بخر في الفم ورائحة كريهة، وقال: إنه لا يريد أن يؤذي الناس بهذه الرائحة، فهل يجوز فعله هذا؟ .

فأجاب: " نعم، هذا عذر شرعي، إذا كان فيه بخر شديد الرائحة الكريهة ولم يتيسر له ما يزيله فهو عذر، كما أن البصل والكراث عذر، أما إن وجد دواءً وحيلة تزيله فعليه أن يفعل ذلك حتى لا يتأخر عن صلاة الجمعة والجماعة، ولكن متى عجز عن ذلك ولم يتيسر فهو معذور أشد من عذر صاحب البصل، والبخر لا شك أنه مؤذٍ لمن حوله، إذا كان رائحته ظاهرة " انتهى من " نور على الدرب " (شرط رقم ٢١٩، الدقيقة ١١) .

ونسأل الله تعالى لك الشفاء والعافية.

والله أعلم.

[الْمَصْدَرُ]

الإسلام سؤال وجواب

<<  <  ج: ص:  >  >>