للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

هل يجوز خلوة كبير السن بالخادمة؟

[السُّؤَالُ]

ـ[أسأل عن حكم إبقاء خادمة مع جدي الكبير في السن بعد وفاة جدتي (زوجته) هذه الخادمة قامت جدتي بتربيتها منذ صغر سنها وكانت تناديهم بأمي وأبى مجازا فهما لم يتبنياها بالطبع , وجدي الآن رجل كبير مسن٧٥ عاما ويعيش بمفرده بعد وفاة جدتي، فهل يجوز بقاء الخادمة معه لخدمته؟ .]ـ

[الْجَوَابُ]

الحمد لله

لا يجوز للرجل أن يخلو بالمرأة الأجنبية؛ لما روى البخاري (٣٠٠٦) ومسلم (١٣٤١) عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: (لا يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ وَلا تُسَافِرَنَّ امْرَأَةٌ إِلا وَمَعَهَا مَحْرَمٌ. فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، اكْتُتِبْتُ فِي غَزْوَةِ كَذَا وَكَذَا وَخَرَجَتْ امْرَأَتِي حَاجَّةً، قَالَ: اذْهَبْ فَحُجَّ مَعَ امْرَأَتِكَ) .

وقوله صلى الله عليه وسلم (رجل) نكرة في سياق النفي، فتعم كل رجل، ولو كان شيخا كبيرا.

وجاء في "الموسوعة الفقهية" (٢٩/٢٩٥) : " يرى جمهور الفقهاء أنه لا يجوز أن يخلو رجل بامرأة أجنبية , لأن الشيطان يكون ثالثهما , يوسوس لهما في الخلوة بفعل ما لا يحل , قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يخلون رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان) ولفظ الرجل في الحديث يتناول الشيخ والشاب , كما أن لفظ المرأة يتناول الشابة والمتجالة (العجوز) " انتهى.

ويمكن لجدك إذا كان يحتاج إلى أحد يخدمه لكبر سنه أن يختار ما يناسبه من الخيارات الآتية حتى لا يقع في الخلوة المحرمة:

١- أن يتزوج هذه المرأة التي تخدمه أو غيرها، حتى لا يكون بقاؤها معه في البيت فيه مخالفة شرعية، وقد ذكر العلماء رحمهم الله تعالى أن من مقاصد النكاح: الخدمة، كحالة جدك هذه. وانظر: "الشرح الممتع" (١٠/٣٨٣) .

٢- أن يقوم بخدمته أحد من أولاده أو أحفاده، ويستغني عن خدمة هذه المرأة.

٣- إذا لم يمكن قيام أحد من أولاده بخدمته فلا أقل من أن يوجد أحدهم معه في البيت في الفترة التي تكون الخادمة موجودة فيها حتى لا يكون هناك خلوة.

٤- فإن لم يمكن هذا أيضا، يمكنه الاتفاق مع الخادمة أن تأتيه في وقت محدد، وينزل هو من البيت في هذا الوقت لشراء بعض ما يحتاج إليه، أو أداء الصلاة في المسجد، والجلوس فيه، أو زيارة صديق أو قريب ونحو ذلك.

كل هذا فراراً من الوقوع فيما حرم الله.

ونسأل الله تعالى أن يوفقه لكل خير، ويعصمه من الزلل.

والله أعلم.

[الْمَصْدَرُ]

الإسلام سؤال وجواب

<<  <  ج: ص:  >  >>