حكم أخذ أبناء المجاهدين ممن حارب الاستعمار الفرنسي أموالاً من دولته
[السُّؤَالُ]
ـ[في أحد البلدان العربية الإسلامية تقوم الدولة بدفع منحة لبنات الذين شاركوا في الثورة إبان الاستعمار الفرنسي، وقتلوا في المعركة فهل هذه المنحة حلال؟ سواء كانت هذه المرأة بحاجة إليها أم لم تكن؟ وهل تعتبر من أكل أموال الناس الباطل؛ لأن في البلد محتاجين وفقراء؟.]ـ
[الْجَوَابُ]
الحمد لله
ما قام به المسلمون من جهادٍ للاستعمار الفرنسي البغيض أمر جليل، ونسأل الله أن يرحم من قُتل منهم، وأن يتقبلهم من الشهداء.
وكلُّ من شارك في هذا الجهاد من المسلمين فإنه يستحق الثناء، وما تفعله الدولة من تكريمهم أو تكريم أبنائهم فهو من واجباتها تجاه هؤلاء الأبطال، وهم الذين يستحقون التكريم دون اللاعبين والممثلين والمغنين ممن تتسابق الدول – وللأسف – إلى تكريمهم وإغراقهم بالهدايا والعطايا.
وعليه: فليس هذا من أكل الأموال بالباطل، بل هو من واجبات الدولة، وعلى الدولة – كذلك – أن تهتم بالفقراء والمحتاجين، فتعطيهم وتكرمهم وتؤمن لهم العمل والرزق، فإن قصَّرت فلا يعني هذا تحريم ما يأخذه المجاهدون أو أولادهم منها.
وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم من أعطاه الحاكم أو الدولة مالاً من غير سؤال منه ولا تطلع إليه، أَمَرَه بأخذه.
فإن كان محتاجا أنفقه على نفسه وأهله وانتفع به، وإن كان غنيا نفع إخوانه الفقراء والمحتاجين وتصدق عليهم، فيكون قد نفع إخوانه ونفع نفسه بثواب الصدقة.
وعلى هذا؛ فهؤلاء المسئول عنهم يأخذون هذه الأموال، فإن كانوا في حاجة إليها، انتفعوا بها، وأنفقوا منها على أنفسهم وأهليهم، وإن كانوا أغنياء، لا حاجة لهم فيها، فإنهم يتصدقون بها، وتكون زاداً لهم إلى الآخرة، مع ما فيها من منفعةٍ لإخوانهم المحتاجين.