الأول: رواه محمد بن عبد الرحمن الأنصاري، وهو ثقة. أخرجه أحمد كما في إسناد الباب (٦/ ١٠٠)، وإسحاق بن راهوية (١١٧١) والبخاري في التاريخ الكبير (١/ ١٤٩) وابن سعد في الطبقات الكبرى (٨/ ٤٨٠) من طريق شعبة، عن محمد ابن عبد الرحمن الأنصاري، عن عمرة، عن عائشة موقوفًا. وأعتقد أن هذا هو أقوى إسناد ورد لهذا الحديث، حيث لم يختلف فيه على محمد بن عبد الرحمن الأنصاري. الثاني: أبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم. أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى (٨/ ٤٨٠) من طريق الفضل بن دكين، وعمرو ابن الهيثم، حدثنا المسعودي، عن أبي بكر، كلاهما (محمد بن عبد الرحمن وأبو بكر) عن عمرة، عن عائشة موقوفًا. وإسناده صحيح. الثالث: رواه مالك في الموطأ (١/ ٢٣٨) أنه بلغه أن عائشة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - كانت تقول: كسر عظم المسلم ميتًا ككسره، وهو حي. تعني في الإثم. قال ابن عبد البر في التمهيد (١٣/ ١٤٣): «قد روى مالك، عن أبي الرجال، عن عمرة، عن عائشة موقوفًا من قولها ... وأكثر الرواة للموطأ يقولون فيه: عن مالك، أنه بلغه أن عائشة كانت تقول: .. ». وسيأتي الكلام على طريق أبي الرجال إن شاء الله تعالى، وإنما اقتضى الإشارة هنا لمعرفة من رواه موقوفًا، قبل الكلام على من رواه مرفوعًا. وقال البخاري في التاريخ الكبير (١/ ١٥٠): «ورواه عروة والقاسم عن عائشة قولها». فهذه أربعة أو خمسة طرق تروي الحديث موقوفًا على عائشة. الرابع: عن سعد بن سعيد (أخي يحيى بن سعيد)، عن عمرة، عن عائشة مرفوعًا. أخرجه أبو داود (٣٢٠٧) وابن ماجه (١٦١٦) من طريق الدراوردي، عن سعد بن سعيد به مرفوعًا. قال البخاري في التاريخ الكبير (١/ ١٥٠) رفعه سعد بن سعيد، وحارثة عن عمرة، عن عائشة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. وروى سليمان والدراوردي عن سعد، ولم يرفعاه. وكذلك ذكر الدارقطني في العلل (١٤/ ٤١٠) أن الدراوردي رواه موقوفًا. ولم أقف على ما ذكره البخاري والدارقطني. =