للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[معنى حديث: لا ضرر ولا ضرار]

اختلف العلماء في معنى حديث: (لا ضرر ولا ضرار) هل تكرار الكلمتين من باب التوكيد، أو بينهما اختلاف في المعنى؟ على أربعة أقوال:

[القول الأول]

أن المعنى واحد، وتكرارهما يراد به التوكيد، ذكره بعض الحنفية (١)، واختاره ابن حبيب من المالكية (٢).

[القول الثاني]

الضرر: فعل الواحد، والضرار: أن يضر كل واحد منهما بصاحبه؛ لأن هذا البناء يستعمل كثيرًا بمعنى المفاعلة، كالقتال، والضراب، والسباب، والجلاد، والزحام وهذا اختيار بعض الحنفية (٣)، والباجي من المالكية (٤)، وذكره بعض


(١) غمز عيون البصائر (١/ ٢٧٤).
(٢) المنتقى للباجي (٦/ ٣٩)، الفواكه الدواني (٢/ ٢٣٦).
(٣) العناية شرح الهداية (١٠/ ٣٠٧)، معين الحكام فيما يتردد بين الخصمين من الأحكام (ص: ٢١٢)، حاشية ابن عابدين (٦/ ٥٩٣).
(٤) المنتقى للباجي (٦/ ٣٩)، وبعضهم يعبر عن هذا القول بتعبير آخر، جاء في الفواكه الدواني (٢/ ٢٣٦): «معنى لا ضرر: أنك لا تضر من لم يضرك، ومعنى لا ضرار: لا تضر من ضرك .. ».
وقال الشيخ مصطفى الزرقاء في المدخل الفقهي العام (٢/ ٩٧٧): الضرر: إلحاق مفسدة بالغير، والضرار: مقابلة الضرر بالضرر.
وهذا عين ما قاله المطرزي الحنفي في المغرب (ص: ٢٨٢): «لا ضرر ولا ضرار: أي لا يضر الرجل أخاه ابتداء، ولا جزاء؛ لأن الضرر بمعنى الضر، وهو يكون من واحد، والضرار: من اثنين، بمعنى المضارة، وهو أن تضر من ضرك». وانظر غمز عيون البصائر (١/ ٢٧٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>