والعُقْدَة: حجم العَقْد، والجمع عُقَد: خيوط معقدة شدد للكثرة. والمعقاد: خيط ينظم فيه خرزات، وتعلق في عنق الصبي. والعقد: ما عقدت من البناء، والجمع أعقاد، وعقود، وعُقَد. العقد نقيض الحل، ثم استعمل في أنواع العقود من البيوعات وغيرها، ثم استعمل في التصميم والاعتقاد الجازم. ويطلق العقد في اللغة على معان منها: الربط والشد والجمع بين أطراف الشيء: يقال: عقد الحبل: إذا شده وربطه. انظر لسان العرب (٣/ ٢٩٦)، والصحاح للجوهري (٢/ ٥١٠)، المصباح المنير (٢/ ٧١). وفي القاموس (ص: ٣٠٠): «عَقَدَ الحبل والبيع والعهد يعقده: شَدَّه». ومنها: الضمان والعهد، قال تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ} [المائدة: ١] وقد فسرها المفسرون بأن معناها: أوفوا بالعهود. انظر تفسير الطبري (٦/ ٤٦).
قال ابن الأثير كما في النهاية في غريب الحديث والأثر (ص: ٦٢٩): «وفي حديث ابن عباس في قوله تعالى: {وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ} [النساء: ٣٣] المعاقدة: المعاهدة والميثاق». اهـ قوله (عاقدت) هكذا هي في النهاية ولعلها قراءة. وفي الحديث المتفق عليه: «كان بيننا وبين قوم عقد»: أي عهد. انظر البخاري (٦٠٢)، ومسلم (٢٠٥٧). وقال في القاموس المحيط (ص: ٣٠٠): «والعقد: الضمان والعهد». وقال أيضًا: «تعاقدوا: أي تعاهدوا». ومنها: الجمع، جاء في الحديث: «وإنه لأول مال اعتقدته». أي جمعته. ذكره ابن حجر في فتح الباري تحت حديث (٤٣٢٢) وذكر بأنه رواية ابن إسحاق لنص البخاري عليهم رحمة الله جميعًا. ومنها: الإلزام، كما في قوله تعالى: {لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الْأَيْمَانَ}. [البقرة: ٢٢٥]. قال الجصاص في أحكام القرآن (٢/ ٤١٦): «سمي اليمين على المستقبل عقدًا؛ لأن الحالف قد ألزم نفسه الوفاء بما حلف عليه من فعل أو ترك» وقال - صلى الله عليه وسلم -: الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة. رواه البخاري (٢٨٥٢)، ومسلم (١٨٧٣). قال ابن الأثير: أي ملازم لها، كأنه معقود فيها. النهاية في غريب الحديث والأثر، طبع في مجلد واحد، دار ابن الجوزي (ص: ٦٢٩).