«قال الشافعي: ومعقول أن السعي في هذا الموضع العمل، لا السعي على الأقدام، قال الله تعالى:{إن سعيكم لشتى}[الليل:٤] وقال تعالى: {وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا}[الإسراء:١٩]. وقال تعالى:{وَكَانَ سَعْيُكُم مَّشْكُورًا}[الإنسان:٢٢]. وقال تعالى:{وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى}[النجم:٣٩]. وقال تعالى:{وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا}[البقرة:٢٠٥].
«وقال مالك: فليس السعي الذي ذكر الله في كتابه السعي على الأقدام، ولا الاشتداد وإنما عنى العمل، والفعل».
وقال الباجي: «السعي إذا كان بمعنى العدو، أو بمعنى المضي إلى الصلاة فإنه يتعدى إلى الغاية بـ (إلى) يقال سعى إلى غاية كذا وكذا: أي جرى إليها، ومشى إليها، وإذا كان بمعنى العمل فإنه لا يتعدى بـ (إلى)، وإنما يتعدى باللام فتقول: سعيت لكذا وكذا، وسعيت لفلان. قال الله تعالى:{وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ}[الإسراء:١٩] وإنما تعدى السعي إلى الجمعة بـ (إلى) لأنه بمعنى المضي» (١).