للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يكون قصد الإنسان في أمور الآخرة الدنيا فقط، وأما أن يكون الباعث على الأمر الأخروي مجموع الأمرين: الدنيا والآخرة فلا يقدح في هذا.

قال تعالى: {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا (٢) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ} [الطلاق: ٢، ٣]

وقال تعالى: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (١٠) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا (١١) وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا}. [نوح:١٠،١١]

فحض تعالى على الاستغفار بذكر بعض الفوائد الدنيوية.

وأقر الرسول صلى الله عليه وسلم أخذ العوض على الرقية بالحديث الصحيح (١). مع أن الرقية عبادة.

وقال الرسول صلى الله عليه وسلم (من قتل قتيلًا له عليه بينة فله سلبه) (٢) ولو كان هذا يقدح في الإخلاص لم يحض الرسول صلى الله عليه وسلم صحابته على الجهاد بذكر المغنم.

وقال صلى الله عليه وسلم: (تابعوا بين الحج والعمرة فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديث) (٣).

[الدليل الثاني]

آجر شعيب موسى على أن ينكحه إحدى ابنتيه، والإجارة منفعة، قال تعالى في قصة موسى: {إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَن تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ} [القصص:٢٧].


(١) صحيح البخاري (٢٢٧٦)، ومسلم (٢٢٠١).
(٢) البخاري (٣١٤٢)، ومسلم (١٧٥١).
(٣) رواه أحمد (١/ ٣٨٧)، والترمذي (٨١٠)، والنسائي (٢٦٣٠)، وابن ماجه (٢٨٨٧) وغيرهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>