وفي الحديث: (من طلب صَرْفَ الحديث)، قال أبو عبيد: صرف الحديث ليزيد فيه، ليميل قلوب الناس إليه، أخذ من صرف الدراهم. والصَيْرَفيُّ: الصَّرَّافُ، من المُصارَفَةِ. وقومٌ صَيارِفَةٌ، والهاء للنسبة. وقد جاء في الشعر الصَّيارفُ. وقال: تَنْفي يَداها الحَصى في كل هاجرةٍ نَفْيَ الدَّراهيم تَنْقادُ الصَّياريف لما احتاج إلى إتمام الوزن أشبع الحركة ضرورة حتى صارت حرفًا. وصرف: كضرب، ويأتي في لغة العرب على معان متعددة، من هذه المعاني: (الأول) يأتي الصرف بمعنى التحويل، قال تعالى: {وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ} [البقرة:١٦٤]، وصرفت الرجل عني فانصرف، والمنْصَرَفَ: قد يكون مكانًا، وقد يكون مصدرًا. وصرف الله عنك الأذى.
الثاني: الصرف بمعنى التوبة، فقد أخرج الشيخان عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه ذكر المدينة، فقال: من أحدث فيها حدثًا، أو آوى محدثًا، لا يقبل الله منه صرفًا، ولا عدلًا. وقيل: معنى الصرف النافلة، والعدل: الفريضة. الثالث: الصرف بمعنى الحيلة. ومنه قيل: فلان يتصرف: أي يحتال. قال تعالى: {فما تستطيعون صرفًا ولا نصرًا} [الفرقان:١٩]. المعنى الرابع: يقال: كلبةٌ صارفٌ، إذا اشتهت الفحل. وقد صَرَفَتْ تَصْرِفُ صُروفًا وصِرافًا.