وقد رجح البخاري في العلل للترمذي أنه مرسل. فقد رواه الترمذي في علله (ص: ١٨٣) من طريق عثمان بن عمر، حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق، عن مسروق، عن بلال قال: كان عندي تمر النبي - صلى الله عليه وسلم - فأصبت به أجود منه صاعا بصاعين الحديث سألت محمدًا عن هذا الحديث، فقال: إنما يروى هذا عن مسروق، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسلًا. وحدثنا عبد الله بن عبد الرحمن، قال: وقع هذا الحديث عند أهل البصرة، عن مسروق، عن بلال. ووقع عند أهل الكوفة عن مسروق أن بلالًا. كما أن مسروقًا قد أدرك بلالًا لكني لم أقف على أحد من أهل العلم ذكر من شيوخه بلالًا بما في ذلك المزي، وهو يحاول الاستيعاب. وقد رواه ابن عبد البر في التمهيد بإسناده (٥/ ١٣٤) وسكت عليه، ولم أقف على أحاديث يرويها مسروق عن بلال إلا هذا الحديث، وحديث آخر عند الطبراني (١٠٩٨) والبزار (١٣٦٦) وقوله - صلى الله عليه وسلم - (أنفق يا بلال، ولا تخش من ذي العرش إقلالًا). وإن كان هذا الحديث الأخير فيه اختلاف على مسروق: فقيل: عن مسروق عن بلال، وقيل: عن مسروق عن عبد الله. وقيل: عن مسروق، عن عائشة، وقيل: عن مسروق عن رسول الله مرسلًا. ورواه إسحاق في مسنده كما في المطالب العالية (١٣٧٥)، وإتحاف الخيرة المهرة (٣٧٦٥) من طريق جرير، عن منصور، عن أبي وجزة السعدي، عن سعيد بن المسيب، عن بلال. وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات إلا أن سعيدًا لم يسمع من بلال. وخالف إسحاق غيره، فرواه الترمذي في العلل (ص: ١٨٣)، والشاشي في مسنده (٩٠٩) والروياني في مسنده (٧٥٠)، والبزار في مسنده (١٣٦٢)، والطبراني في الكبير (١٠١٨) وابن أبي خيثمة (١٩٨٩)، والمروزي في السنة (١٦٩) كلهم رووه من طريق جرير، عن منصور، عن أبي حمزة، عن سعيد بن المسيب، عن بلال. فقالوا كلهم: أبو حمزة بدلًا من أبي وجزة السعدي. =