أطلقها لتتزوجها وأشاطرك نصف مالي، فقال: بارك الله لك في أهلك ومالك، ولكن دلوني على السوق، فذهب ورجع وقد حصل شيئا.
وقد روى أحمد في مسنده من حديث أنس، أن عبد الرحمن أثرى وكثر ماله حتى قدمت له مرة سبع مائة راحلة تحمل البر والدقيق، فلما قدمت سمع لها أهل المدينة رجة، فبلغ ذلك عائشة، فقالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: عبد الرحمن بن عوف لا يدخل الجنة إلا حبوا، فلما بلغه قال: يا أمه أشهدك أنها بأحمالها وأحلاسها في سبيل الله.
قلت: كان تاجرا سعيدا فتح عليه في التجارة وتمول، حتى إنه باع مرة أرضا بأربعين ألف دينار فتصدق بها، وحمل على خمس مائة فرس في سبيل الله، ثم على خمس مائة راحلة.
وفي الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم غاب مرة فقدموا عبد الرحمن يصلي بالناس، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي بالناس، فأراد أن يتأخر، فأومأ إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم أن اثبت مكانك، فصلى وصلى رسول الله صلى عليه وسلم خلفه، وهذه منقبة عظيمة.
وقال محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبيه قال: رأيت الجنة، وأني دخلتها حبوا، ورأيت أنه لا يدخلها إلا الفقراء.
وعن عبد الله بن أبي أوفى قال: شكا عبد الرحمن خالدا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا خالد لا تؤذ رجلا من أهل بدر، فلو أنفقت مثل أُحُدٍ ذهبا لم تدرك عمله.