للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فرأيت النّبيّ ، فإذا رجل حسن الجسم، عظيم الجبهة، دقيق الأنف، دقيق الحاجبين، وإذا من لدن نحره إلى سرتّه كالخيط الممدود شعره، ورأيته بين طمرين. فدنا منّي فقال: السّلام عليك (١).

وقال المسعوديّ، عن عثمان بن عبد الله بن هرمز، وقاله شريك، عن عبد الملك بن عمير، كلاهما عن نافع بن جبير، واللّفظ لشريك قال: وصف لنا عليّ النّبيّ فقال: كان لا قصير ولا طويل وكان يتكفّأ في مشيته كأنّما يمشي في صبب - ولفظ المسعوديّ: كأنّما ينحط من صبب - لم أر قبله ولا بعده مثله. أخرجه النّسائيّ (٢).

عون بن أبي جحيفة، عن أبيه قال: صلّى النّبيّ بالبطحاء، وقام النّاس فجعلوا يأخذون يديه فيمسحون بهما وجوههم، فأخذت يده فوضعتها على وجهي، فإذا هي أبرد من الثّلج، وأطيب ريحا من المسك. أخرجه البخاريّ تعليقا (٣).

وقال خالد بن عبد الله، عن عبيد الله بن محمد بن عمر بن عليّ بن أبي طالب، عن أبيه، عن جدّه قال: قيل لعليّ: انعت لنا النّبيّ ، فقال: كان لا قصير ولا طويل، وهو إلى الطّول أقرب، وكان شثن الكفّ والقدم، في صدره مسربة، كأن عرقه لؤلؤ، إذا مشى تكفّأ كأنما يمشي في صعد. وروي نحوه من وجه آخر عن عليّ (٤).

وقال حمّاد بن زيد، عن ثابت، عن أنس قال: ما مسست بيدي ديباجا ولا حريرا، ولا شيئا ألين من كفّ رسول الله ولا شممت رائحة قطّ أطيب من ريح رسول الله . أخرجه البخاريّ (٥).


(١) دلائل النبوة ١/ ٢٤٨.
(٢) هكذا قال وما أظنه إلا واهمًا، فإن النسائي لم يخرجه، وإنما أخرجه الترمذي (٣٦٣٧) فلعله أراد أن يكتب الترمذي نكتب النسائي. وهو في دلائل النبوة ١/ ٢٥١ - ٢٥٢.
(٣) البخاري ٤/ ٢٢٩.
(٤) ابن سعد ١/ ٤١٢، ودلائل النبوة ١/ ٢٣٢.
(٥) البخاري ٤/ ٢٣٠، ودلائل النبوة ١/ ٢٥٤.