للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كنتم تاركيه إذا قال ذلك، فدعوني ولا تفسدوا عليّ غلامي، قالوا: لا، بل نبتاعه. فباعه بعشر قلائص، ثم جاءهم فقال: هو هذا، فقال سويبط: هو كاذب، وأنا رجل حرّ، قالوا: قد أخبرنا بخبرك. وطرحوا الحبل والعمامة في رقبته، وذهبوا به، فجاء أبو بكر فأخبروه، فذهب وأصحاب له فردّوا القلائص، وأخذوه، فضحك منها النّبيّ وأصحابه حولا. هذا حديث حسن.

وقال الأسود بن عامر: حدثنا حمّاد بن سلمة، عن أبي جعفر الخطميّ، أنّ رجلا كان يكنى أبا عمرة، فقال له النّبيّ : يا أمّ عمرة، فضرب الرجل بيده إلى مذاكيره، فقال له النّبيّ مه، قال: والله ما ظننت إلاّ أنّي امرأة لمّا قلت لي يا أمّ عمرة، فقال النّبيّ : إنّما أنا بشر مثلكم أمازحكم. حديث مرسل.

وقال عبد الرزّاق: حدثنا معمر، عن ثابت، عن أنس، أنّ رجلا من أهل البادية كان اسمه زاهر، فكان يهدي إلى رسول الله هدّية من البادية فيجهّزه النّبيّ وقال: إنّ زاهرا باديتنا، ونحن حاضرته. وكان دميما، فأتاه النّبيّ يوما، وهو يبيع متاعه، فاحتضنه من خلفه وهو لا يبصره، فقال: أرسلني، من هذا؟ والتفت فعرف النّبيّ ، وجعل رسول الله يقول: من يشتري منّي العبد فقال: يا رسول الله، إذا والله تجدني كاسدا، فقال: لكن أنت عند الله غال. صحيح غريب.

وقال خالد بن عبد الله الواسطيّ، عن حصين بن عبد الرحمن، عن ابن أبي ليلى، عن أسيد بن الحضير قال: بينا رجل من الأنصار عند رسول الله يتحدّث، وكان فيه مزاح يحدّث القوم ويضحكون، فطعنه رسول الله في خاصرته، فقال: اصبر لي، قال: أصطبر، قال: لأن عليك قميص، ولم يكن عليّ قميص. فرفع النّبيّ قميصه، فاحتضنه وجعل يقبّل كشحه ويقول: إنّما أردت هذا يا رسول الله. رواته ثقات.

وقال إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس، عن جرير قال: ما حجبني رسول الله منذ أسلمت، ولا رآني إلاّ تبسّم.