للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومن شعره:

مَن لقلبٍ يألَفُ الفكَرا … ولعينٍ ما تذوق كَرا

ولصبٍ بالغرامِ قَضَى … ما قضى من حُبّكم وطَرا

ويحَ قلبي من هَوى قمر … أنكرتْ عيني لَهُ القَمَرا

حالفتْ أجفانَه سِنَة … قتلتْ عُشّاقَه سَهَرا

يا خليليَّ اعذرا دنِفًا … يصطفي في الحب من عذرا

وذَرَاني من ملامكُما … إنّ لي في سَلْوتي نَظَرا (١)

وله:

سقى اللَّه بالزَّوْراء من جانب الغرب … مهًا وردت ماء الحياة من القلبِ

عفائف إلّا عَنْ مُعاقرة الهَوَى … ضعائف إلّا عَنْ مغالبةِ الصبِ

تظلّمت من أجفانِهنّ إلى النَّوَى … سِفَاهًا، وهل يُعدى البعادُ عَلَى القُرب

ولمّا دنا التّوديعُ قلتُ لصاحبي … حَنَانَيْكَ، سِر بي عَنْ ملاحَظَة السِّرْبِ

إذا كانت الأحداق نوعًا من الظُبى … فلا شكّ أنّ اللَّحْظ ضربٌ من الضَّرْبِ

تقضّى زماني بين بينٍ وهجرةٍ … فَحَتّامَ لا يصْحُو فؤادي من الحب

وأهوى الّذي أهوى لَهُ البدرُ ساجدًا … ألستَ تَرى في وجهه أثَرَ التربِ

وأَعجب ما في خمر عينيه أنها … تضاعف سُكري كلما قللتُ شُرْبي

وما زال عُوّادي يقولون: من بِهِ … وأَكتُمُهُم حتَى سألتُهُم: مَن بي

فصرت إذا ما هزّني الشوق هزة … أحلت عذولي في الغرام على صحبي

وعند الصبا منّا حديثٌ كأنَّه … إذا دار بين الشّرب رَيْحانة الشُّرْب

تنمُّ عَلَيْهِ نفحةٌ بابِليَّةٌ … نمت من ثناياها إلى البارد العَذْبِ

تُراحُ لها الأرواحُ حتّى تظنّها … نسيمَ جمال الدّين هبّ عَلَى الرَّكْبِ (٢)

وخرج إلى مديح الوزير جمال الدّين أَبِي المحاسن عليّ بْن محمد.

ومن شعره:


(١) الأبيات في الخريدة ١/ ٧٦ قسم الشام.
(٢) الأبيات في الخريدة أيضًا ١/ ١٢٤.