قال الحافظ عبد الغني: سمعت السّلفي يقول: أنا أذكر قتل نظام الملك في سنة خمس وثمانين، وكان عمري نحو عشر سنين. وقد كتبوا عني في أول سنة اثنتين وتسعين وأنا ابن سبع عشرة سنة أكثر أو أقل، وليس في وجهي شعرة كالبخاري؛ يعني لمّا كتبوا عنه.
وأول سماع السّلفي سنة ثمان وثمانين. سمع من القاسم بن الفضل الثقفي، وسمع من عبد الرحمن بن محمد بن يوسف السمسار، وسعيد بن محمد الجوهري، ومحمد بن محمد بن عبد الوهاب المديني، والفضل بن علي الحنفي، وأحمد بن عبد الغفار بن أشتة، وأحمد ومحمد ابني عبد الله ابن السوذرجاني، ومكي بن منصور بن علاّن الكرجي، ومعمر بن أحمد اللنباني، وخلق كثير.
وعمل معجمًا حافلًا لشيوخه الأصبهانيين. ثم رحل في رمضان إلى بغداد، من سنة ثلاث وتسعين وأدرك أبا الخطاب نصر بن البطر، فقال حمّاد الحرّاني: سمعت السّلفي يقول: دخلت بغداد في رابع شوال سنة ثلاث، فساعة دخولي لم يكن لي همّة إلى أن مضيت إلى ابن البطر فدخلت عليه، وكان شيخًا عسرًا، فقلت: قد وصلت من أصبهان لأجلك. فقال: اقرأ. جعل بدل الراء غينًا. فقرأت عليه وأنا متّكئ لأجل دمامل بي، فقال: ابصر ذا الكلب. فاعتذرت بالدماميل، وبكيت من كلامه، وقرأت سبعة عشر حديثًا، وخرجت، ثم قرأت عليه نحوًا من خمسة وعشرين جزءًا، ولم يكن بذاك.
قلت: فسمع منه، ومن أبي بكر الطريثيثي، وأبي عبد الله ابن البسري، وثابت بن بندار، والموجودين بها.
وعمل معجمًا لشيوخ بغداد، ثم حج وسمع في طريقه بالكوفة من أبي البقاء المعمر بن محمد الحبال وغيره، وبمكة من الحسين بن علي الطبري، وبالمدينة: أبا الفرج القزويني.
وقدم بغداد، وأقبل على الفقه، والعربية، حتى برع فيهما، وأتقن مذهب الشافعيّ.
ثم رحل إلى البصرة سنة خمسمائة، فسمع من محمد بن جعفر العسكريّ، وجماعة. وبزَنجان: أبا بكر أحمد بن محمد بن زنجويه الفقيه، الراوي عن أبي عليّ بن شاذان. وبهمذان: أبا غالب أحمد بن محمد المزكّي،