والكسائيّ على محمد بن أبي نصر القصّار، وقرأ برواية قالون على نصر بن محمد الشيرازيّ، وبرواية قُنبل على عبد الله بن أحمد الخِرقيّ. وقد قرأ عليهم سنة إحدى وتسعين وبعدها.
وقال ابن نقطة: كان حافظًا، ثقة، جوّالًا في الآفاق. سأل عن أحوال الرجال شجاعًا الذّهليّ، والمؤتمن الساجيّ، وأبا علي البرَداني، وأبا الغنائم النَرسي، وخميسًا الحوزيّ. وحدّثني عبد العظيم المنذريّ الحافظ قال: لمّا أرادوا أن يقرؤوا سنن النسائي على السلفي أتوه بنسخة سعد الخير وهي مصححة قد سمعها من الدّونيّ. فقال: اسمي فيها؟ قالوا: لا. فاجتذبها من يد القارئ بغيظ وقال: لا أحدّث إلاّ من أصل فيه اسمي. ولم يحدّث بالكتاب. وقال لي عبد العظيم: إنّ أبا الحسن المقدسيّ قال: حفظت أسماء وكنَى، وجئت إلى السِلفي فذاكرته بها، فجعل يذكرها من حفظه، وما قال لي: أحسنت. وقال: ما هذا شيء مليح، أنا شيخ كبير في هذه البلدة هذه السنين لا يذاكرني أحد وحفظي هكذا.
وقال أبو سعد السمعاني: أنشدنا يحيى بن سعدون النّحوي بدمشق قال: أنشدنا السِلفيّ لنفسه:
ليس حسن الحديث قرب رجال عند أرباب علمه النقّاد بل علوُّ الحديث عند أولي الإتـ قان والحفظ صحّة الإسناد فإذا ما تجمّعا في حديث فاغتنمه فذاك أقصى المراد
قلت: أنشدنا اليونينيّ، وابن الخلاّل قالا: أنشدنا جعفر قال: أنشدنا السِلفيّ فذكرها.
قرأت بخط السيف ابن المجد: سمعت أحمد بن سلامة النجّار يقول: إنّ الحافظَين عبد الغني وعبد القادر أرادا سماع كتاب اللاّلكائيّ، يعني شرح السنّة، على السلفيّ، فأخذ يتعلّل عليهما مرّة، ويدافعهم عنه أخرى بأصل السماع، حتى كلّمته امرأته في ذلك.