للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأخنسي، عن عبد الرحمن بن سعيد بن يربوع قال: لما توفي النبي اختلفوا في موضع قبره، فقال قائل: في البقيع، فقد كان يكثر الاستغفار لهم. وقال قائل: عند منبره، وقال قائل: في مصلاه، فجاء أبو بكر فقال: إن عندي من هذا خبرا وعلما، سمعت النبي يقول: ما قبض نبي إلا دفن حيث توفي (١).

وقال ابن عيينة، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب قال: عرضت عائشة على أبيها رؤيا - وكان من أعبر الناس - قالت: رأيت: ثلاثة أقمار وقعن في حجرتي، فقال: إن صدقت رؤياك دفن في بيتك من خير أهل الأرض ثلاثة، فلما قبض النبي قال: يا عائشة هذا خير أقمارك (٢).

وقال الواقدي: حدثني ابن أبي سبرة، عن عباس بن عبد الله بن معبد، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: كان رسول الله موضوعا على سريره من حين زاغت الشمس يوم الثلاثاء يصلون الناس عليه، وسريره على شفير قبره، فلما أرادوا أن يقبروه، نحوا السرير قبل رجليه، فأدخل من هناك، ونزل في حفرته العباس وعلي، وقثم بن العباس، والفضل بن العباس، وشقران (٣).

وقال ابن إسحاق: حدثني الحسين بن عبد الله، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: كان الذين نزلوا القبر، فذكرهم سوى العباس، وقد كان شقران حين وضع رسول الله في حفرته أخذ قطيفة حمراء قد كان رسول الله يلبسها ويفترشها، فدفنها معه في القبر، وقال: والله لا يلبسها أحد بعدك، فدفنت معه.

وقال أبو جمرة، عن ابن عباس: إن النبي لما توفي ألقي في قبره قطيفة حمراء. أخرجه مسلم (٤).

وقال إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي، حدثني أبو مرحب قال:


(١) دلائل النبوة ٧/ ٢٦١.
(٢) دلائل النبوة ٧/ ٢٦٢.
(٣) دلائل النبوة ٧/ ٢٥٣ - ٢٥٤.
(٤) مسلم ٣/ ٦١، ودلائل النبوة ٧/ ٢٤٥.