للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أذكرهم الودَّ إن صدُّوا وإن صدفوا إن الكرام إذا استعطفتهم عطفوا ولا تُرد شافعًا إلاّ هواك لهم كفاك ما اختبروا منه وما كشفوا يا حيرة القلب والفسطاطُ دارُهم لم تصقب الدار ولكن أصقب الكلفُ فارقتكم مُكرهًا والقلب يخبرني أن ليس لي عوضٌ عنكم ولا خلفُ ولو تعوَّضتُ بالدنيا غُبنتُ وهل يعوضني عن نفس الجوهر الصدفُ ولست أُنكر ما يأتي الزمان به كل الورى لرزايا دهرهم هرفُ ولا أسفتُ لأمر فات مطلبه لكن لفرقةِ من فراقته الأسفُ الملكُ الصالح الهادي الذي شهدت بفضل أيامه الأنباء والصُحفُ ملك أقل عطاياه الغنى فإذا أدناكَ منه فأدنى حظك الشرفُ سعت إلى زُهده الدنيا بزخرفها طوعًا وفيها على خطابها صلفُ مسهدُ وعيونُ الناس هاجعةٌ على التهجدِ والقرآن معتكفُ وتشرق الشمس من لألاء غُرتهِ في دسته فتكاد الشمس تنكسفُ فأجابه الصالح، وكان يجيد النظم:

آدابُك الغر بحرٌ ما له طرفُ في كل حين بدا من حُسنه طُرفُ نقول لما أتانا ما بعثت به هذا كتابٌ أتى أم روضةٌ أنُفُ إذا ذكرناك مجد الدّين عاودنا شوقٌ تجدد منه الوجد والأسفُ يا من جفانا ولو قد شاء كان الى جانبنا دون أهلِ الأرض ينعطفُ وهي طويلة.

ولأسامة:

مع الثمانين عاث الضعفُ في جسدي وساءني ضعفُ رجلي واضطرابُ يدي إذا كتبتُ فخطّي خط مضطربٍ كخط مرتعش الكفين مرتعد فاعجب لضعف يدي عن حملها قلمًا من بعد حطمِ القنا في لبَّةِ الأسدِ وإن مشيتُ وفي كفي العصا ثقلت رجلي كأني أخوض الوحل في الجلد فقل لمن يتمنى طول مدته هذي عواقبُ طول العمر والمُدد ولما قدم من حصن كيفا على صلاح الدّين قال:

<<  <  ج: ص:  >  >>