إحدى عشرة وست مائة، قال: أخبرنا محمد هو ابن البطي، قال: أخبرنا أحمد بن الحسن، قال: أخبرنا أبو القاسم بن بشران، قال: أخبرنا أبو الفضل بن خزيمة، قال: حدثنا محمد بن أبي العوام، قال: حدثنا موسى بن داود، قال: حدثنا أبو مسعود الجرار، عن علي بن الأقمر، فقال: كان مسروق إذا حدث عن عائشة رضي الله عنها قال: حدثتني الصديقة بنت الصديق، حبيبة حبيب الله، المبرأة من فوق سبع سماوات، فلم أكذبها.
وقال أبو بردة بن أبي موسى، عن أبيه، قال: ما أشكل علينا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم حديث قط، فسألنا عنه عائشة، إلا وجدنا عندها منه علما.
وقال مسروق: رأيت مشيخة الصحابة يسألونها عن الفرائض.
وقال عطاء بن أبي رباح: كانت عائشة أفقه الناس، وأحسن الناس رأيا في العامة.
وقال الزهري: لو جمع علم عائشة إلى علم جميع النساء لكان علم عائشة أفضل.
وقال أبو إسحاق السبيعي، عن عمرو بن غالب: إن رجلا نال من عائشة رضي الله عنها، عند عمار بن ياسر، فقال: أغرب مقبوحا منبوحا، أتؤذي حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم. صححه الترمذي.
وقال عمار أيضا: هي زوجته في الدنيا والآخرة. قال الترمذي: حسن صحيح.
وقال عروة: كان الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة.
وقال الزهري، عن القاسم بن محمد: إن معاوية لما قدم المدينة حاجا، دخل على عائشة، فلم يشهد كلامهما إلا ذكوان مولى عائشة فقالت له: أمنت أن أخبئ لك رجلا يقتلك بأخي محمد! قال: صدقت، ثم إنها وعظته وحضته على الاتباع، فلما خرج اتكأ على ذكوان وقال: والله ما سمعت خطيبا، ليس رسول الله صلى الله عليه وسلم، أبلغ من عائشة.