للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الجانب الغربي، فوصلتنا إقامة الخليفة. وجاء الخبر أن التتار وصلوا إلى سنجار. وجاءنا رسول من بغداد معه جوسخاناه، وروايا وقرب برسم طريق مصر، فعدنا إلى عانة.

وجاءتنا الكتب برحيل التتار عن البلاد؛ لأن الطبق وقع في حوافر خيلهم، فجئنا إلى مشهد علي، ثم سرنا إلى أن وصلنا حران، ثم إلى ميافارقين.

وفيها في ثالث صفر خرج الأعيان إلى ملتقى أم الخليفة وقد رفعوا الغرز، والمدرسون والقضاة، وقد رفعوا الطرحات وجعلوا عددهم حمراً. وخرج ثاني يوم أستاذ دار الخلافة مؤيد الدين محمد ابن العلقمي بالقميص والبقيار والغرزة، متقلداً سيفاً ووراءه ثلاثة أسياف، وتوجهوا إلى زريران، فكان أحدهم يحضر إلى زعيم الحاج مجاهد الدين الدويدار فيسلم، وقد نصب هناك سرادق عظيم.

فيأتي أحدهم ويقبل الأرض على باب السرادق، فيخرج الأمير كافور ويقول: قد عرف حضورك. فلما قرب ابن العلقمي نزل ولبس بقياراً بلا غرزة، وغير عدة مركوبه فجعلها حمراء، وقصد السرادق ومعه زعيم الحاج، ثم قبل الأرض، فخرج إليه كافور فتشكر له. ثم أُحضرت شبارة بمشرعة زريران فنزلت فيها والدة الخليفة، قال: وخلع على الدويدار وأُنعم عليه بخمسة عشر ألف دينار.

وفي ربيع الأول ولي وزارة العراق مؤيد الدين محمد ابن العلقمي بعد موت ابن الناقد الوزير. ثم ولي الأستاذ دارية الصاحب محيي الدين يوسف ابن الجوزي.

وفي ذي الحجة وقعت بطاقة ببغداد أن التتار- خذلهم الله - دخلوا

<<  <  ج: ص:  >  >>