للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

منهم جماعة، وقتلت الفداويّة الخشِيشيّة صاحب سِيس، لَعَنَه الله. ووقع السيف بين التّتر وبين ابن صاحب سيس.

وفيها درّس القاضي نجم الدّين ابن سنيّ الدّولة بالعادليّة وعُزِل الكمال التَّفْليسيّ، واعتقل بسبب الحياصة النّاصرية التي تسلّمها التّتار. وكانت رهنًا بمخزن للأيتام على المال الذي اقترضه الملك النّاصر.

قال: وفيه، يعني ربيع الأوّل، خرج الفِرَنج في تسعمائة قنطاريّة، وخمسمائة تركُبُليّ، ونحو ثلاثة آلاف راجل، فأُخذ الجميع قتْلًا وأسْرًا، ولم يفْلت منهم سوى واحد.

قلت: انتدب لقتالهم الغاجريّة التُّركُمان، فأخْلَوا لهم بيوتهم وهربوا، وكمنوا لهم، ثمّ نزلوا عليهم وبيّتوهم، وأراح الله منهم. وكان خروجهم من عكّا وصيدا.

وفي جمادى الأولى عُقِد العزاء بجامع دمشق للملك النّاصر. جاء الخبر بأنّه ضُربت رَقَبتُه مع جماعةٍ لمّا بلغهم أنّ المصريّين كسروهم على عين جالوت.

وفيه ورد دمشق أولاد صاحب الموصل، وهما صاحب الجزيرة يومئذٍ وصاحب الموصل بعيالهم وأموالهم، ومعه طائفة من أهل البلاد، فمضوا إلى مصر. ثُم رجعوا في أواخر السّنة مع السّلطان، ومضوا إلى بلادهم.

وفي رجب أقيم في الخلافة بمصر المستنصر بالله أحمد، ثمّ قدِم دمشقَ هو والسّلطان، فعمِلت لقدومها القِباب، واحتفل النّاس لزينتها. وعُدِم في الشرق في آخر العام كما في ترجمته.

وفي ذي الحجة عُزِل عن قضاء الشّام نجم الدّين ابن سَنيّ الدّولة، ووُليّ شمس الدّين ابن خلِّكان الذي كان نائب الحُكْم بالقاهرة، ثمّ وكّل بالمعزول وأُلزم السَفر إلى مصر. قال أبو شامة: كان جائرًا، فاجرًا، ظالمًا، وشاع عنه أنه أُودع كيسًا فيه ألف دينار، فردّ بدله كيسًا فيه فلوس. وفُوِّضَ إلى ابن خلِّكان

<<  <  ج: ص:  >  >>