وخمسين خِلْعة. وأجاز له: على يد ابن النجّار: المؤيّد الطُّوسي، وأبو روْح الهَرَوي، وجماعة.
سمع منه شيخه الّذي لقّنه القرآن أبو الحسن علي ابن النّيّار، وحدّث عنه. وروى عنه الإجازة في خلافته: محيي الدّين يوسف ابن الجوْزي، ونجم الدّين عبد الله الباذرائي. وروى عنه بمَرَاغَة: ولدهُ الأمير مبارك.
وكان كريماً حليماً، سليم الباطن، حسن الدّيانة.
قال الشّيخ قطْب الدّين: كان متديّناً متمسكاً بالسُّنَّة كأبيه وجدّه، ولكنّه لم يكن على ما كان عليه أبوه وجدّه النّاصر من التّيقُّظ والحزْم وعُلُوّ الهمّة. فإن المستنصر بالله كان ذا همّةٍ عالية، وشجاعة وافرة، ونفْسِ أبيَّة، وعنده إقدام عظيم. استخدم من الجيوش ما يزيد على مائة ألف. وكان له أخ يعرف بالخفاجي يزيد عليه في الشّهامة والشّجاعة، وكان يقول: إنْ ملّكني الله الأمر لأعبُرَنَّ بالجيوش نهر جيْحُون وأنتزع البلاد من التّتار وأستأصلهم.
فلما توفّي المستنصر لم يرَ الدّويْدار والشّرابي والكبار تقليد الخفاجي الأمر، وخافوا منه، وآثروا المستعصم لما يعلمون من لينه وانقياده وضعْف رأيه، ليكون الأمر إليهم. فأقاموا المستعصم، ثمّ رَكَن إلى وزيره ابن العلقمي، فأهلك الحرْث والنَّسل، وحسَّن له جمْع الأموال، والاقتصار على بعض العساكر، وقطْع الأكثر. فوافقه على ذلك. وكان فيه شحٌّ، وقلّة معرفة، وعدم تدبير، وحبٌّ للمال، وإهمال للأمور. وكان يتّكل على غيره، ويُقدم على ما لا يليق وعلى ما يُستقبح. ولو لم يكن إلاّ ما فعله مع النّاصر داود في أمر الوديعة.
قلت: وكان يلعب بالحَمَام، ويُهمل أمر الإسلام، وابنُ العلقمي يلعب به كيف أراد، ولا يُطلعه على الأخبار. وإذا جاءته نصيحةٌ في السّرّ أطلع عليها ابن العلقمي ليقضي الله أمراً كان مفعولاً.
فحكى جمال الدّين سليمان بن عبد الله بن رطلين قال: جاء هولاوو في نحو مائتي ألف، ثمّ طلب الخليفة، فطلع ومعه القُضاة والمدرّسون والأعيان في نحو سبعمائة نفس، فلمّا وصلوا إلى الحربيّة جاء الأمر بحضور الخليفة ومعه