للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإتقان والضبط" (١) ونحو ذلك (٢). كما أنه يشير إلى من كان رديء الخط نحو قوله: "خطه مغلق سقيم" (٣)، و"كان ضعيف الكتابة" (٤). كما عني بأولئك الخطاطين الذين كتبوا الخط المنسوب (٥) نحو قوله في ترجمة الفضل ابن عمر المعروف بابن الرائض المتوفى سنة ٦٠٩ هـ: "وكتب الخط المنسوب على طريقة ابن البواب في غاية الحسن" (٦)، وقوله في أحدهم: إنه كان "مليح الخط إلى الغاية على طريقة المغاربة" (٧)، ونحوها (٨).

إن هذا الذي ذكرناه هو الطابع العام للتراجم، ولا سيما تراجم العلماء والفقهاء والمحدثين وأهل الرواية، وقد تجد في بعض التراجم اختلافًا طفيفًا عما حكيناه من المحتويات والتنظيم. ولا ريب أن طبيعة المترجم هي التي تحدد نوعية الأخبار. فقد عُني الذهبي مثلًا بإيراد أعمال الخلفاء والملوك والأمراء والمتولين في تراجمهم وركز عنايته على ما قاموا به من نشرِ عدلٍ أو بَثِّ ظلم وسفكِ دماء للرعية، وقوّم كل ذلك بنقلة عن المؤرخين الذين سبقوه وأعطى هو رأيه (٩). وقدم نماذج من أقوال المتفلسفين وأرباب المقالات بما ينبى عن حسن عقيدتهم أو سوئها، وفعل مثل هذا في المتصوفة فحاول التمييز بين المتصوفة الملتزمين بالكتاب والسنة وأولئك الذين اتبعوا ما هو ليس من الدين، وقاموا بالأعمال الخارجة عنه وتمسكوا بالترهات التي انتشرت انتشارًا كبيرًا بين متصوفة ذلك العصر. أما الشعراء فقد أورد نماذج غير قليلة من شعرهم مما وصل إليه عن طريق الرواية الشفوية أو أخذه عن المصادر


(١) الورقة ١٤٧ (أيا صوفيا ٣٠١٢).
(٢) انظر مثلًا: الورقة ٢١٩، ٢٢٠ (أيا صوفيا ٣٠٠٨)، والورقة ٢٥٠، ٤٠٤ (أيا صوفيا ٣٠٠٩)، والورقة ١٩، ٢١، ٤٧، ٦٣، ٨٢، ١٠٩، ١١٩ (أيا صوفيا ٣٠١١).
(٣) انظر كتابنا: الذهبي ومنهجه ص ٣٨١.
(٤) الورقة ٧٨ (أيا صوفيا ٣٠١١).
(٥) الخط المنسوب: أي الموزون بنسب معينة في أبعاد الحروف حسب القواعد المقررة والأصول المحررة. (من فوائد الخطاط وليد الأعظمي).
(٦) الورقة ٧٢ (أيا صوفيا ٣٠١١).
(٧) الورقة ١٦٣ (أيا صوفيا ٣٠١٣).
(٨) مثلًا: الورقة ١٣٦، ٤٣٩ (أيا صوفيا ٣٠٠٩).
(٩) انظر أدناه الفصل الخامس عند كلامنا على التقويم والأحكام.

<<  <  ج: ص:  >  >>