إلا سبعة أنفس وامرأة، فقال: ما فعلت الوجوه؟ فقالت المرأة: تحت التراب.
وقد ورد أنه مات في الطاعون عشرون ألف عروس، وأصبح الناس في رابع يوم ولم يبق حيا إلا القليل، فسبحان من بيده الأمر.
وممن قيل إنه توفي فيها يعقوب بن بحير بن أسيد، وقيس بن السكن، ومالك بن يخامر السكسكي، والأحنف بن قيس، وحسان بن فائد العبسي، ومالك بن عامر الوادعي، وحريث بن قبيصة.
قال الواقدي: حدثنا عبد الله بن جعفر، عن حبيب بن فليح قال: ركبني دين، فجلست يوما إلى سعيد بن المسيب، فجاءه رجل فقال: إني رأيت كأني أخذت عبد الملك بن مروان، فوتدت في ظهره أربعة أوتاد، فقال: ما رأيت ذا، فأخبرني من رآها؟ قال: أرسلني إليك ابن الزبير بها، قال: يقتله عبد الملك، ويخرج من صلب عبد الملك أربعة كلهم يكون خليفة، فركبت إلى عبد الملك فسر بذلك، وأمر لي بخمسمائة دينار وثياب.
وفيها أعاد ابن الزبير أخاه مصعبا إلى إمرة العراق، لضعف حمزة بن عبد الله عن الأمور وتخليطه، فقدمها مصعب، فتجهز وسار يريد الشام في جيش كبير، وسار إلى حربه عبد الملك، فسار كل منهما إلى آخر ولايته، وهجم عليهما الشتاء فرجعا.
قال خليفة: كانا يفعلان ذلك في كل عام حتى قتل مصعب، واستناب مصعب على عمله إبراهيم بن الأشتر.
وفيها عقد عبد العزيز بن مروان أمير مصر لحسان الغساني على غزو إفريقية، فسار إليها في عدد كثير، فافتتح قرطاجنة، وأهلها إذ ذاك روم عباد صليب.