وفيها أمر الشجاعي فنودي في دمشق بإبطال العمائم للنساء، وأن لا تزيد المرأة على المقنعة، وبإبطال صباغات النساء وأن لا يخرجن إلى المقابر … وغير ذلك، وأن لأ يأكل أحد حشيشةً ولا يشرب خمراً، وتوعد على ذلك، وكان ذا هيئةٍ وسطوة مرهبة، فتأدب البلد وكانت هذه من حسناته.
وفيها هلك أرغون ملك التتار.
وفيها أعيد طوغان إلى ولاية البر بدمشق.
ومن غريب الاتفاقات أن السلطان قدم دمشق، وأراد النزول يوم الجمعة إلى الجامع، وطلب له من يخطب غير الخطيب ابن المرحل لكراهيتهم له، وشكوه إلى الصاحب، وطلب الزين الفارقي، فامتنع لعدم التهيؤ، وطلب إمام الكلاسة، فتغيب، فخطب ابن المرحل وزار السلطان الشيخ إبراهيم ابن الأرموي بالجبل بعد العشاء.
ولما دخل السلطان مصر أطلق رسل عكا الذين كانوا معوَّقين بالقاهرة.
وجاءه رسول الأشكري، وأطلق السلطان للرسول أسرى بيروت، وكانوا ستمائة وثلاثين نفساً.
وأخرج من كان في الجب من الأمراء، وأخرج الخليفة الحاكم بأمر الله، وكان في أيام أبيه خاملاً لم يطلب أبوه منه تقليداً بالملك، ولا انفعل لذلك فظهر الخليفة، وصلى للمسلمين. وبايعه الملك الأشرف بإشارة الوزير.
وفي نصف شوال خطب بالناس يوم الجمعة أمير المؤمنين الحاكم بأمر الله، وذكر في خطبته توليته للملك الأشرف أمرَ الإسلام، فخطب يومئذٍ بالخطبة التي خطب بها في أول سنة إحدى وستين وهي مليحة، من إنشاء مؤدِّبه ومفقِّهه الإمام شرف الدين ابن المقدسي، فلما فرغ من الخطبة صلى بالناس قاضي القضاة ابن جماعة.
وفي رابع ذي القعدة عملت الختم لتمام السنة من موت السلطان الملك المنصور بتربته، وحضر القضاة والدولة ونزل السلطان وقت الختم، والخليفة الحاكم بأمر الله وخطب الخليفة، وذكر بغداد وحرّض على أخذها، وكان قد وخَطه الشيب وعليه السَّواد. وأُنقق في هذا المهم مبلغٌ عظيم واحتفل له.
وأما دمشق فإن الشجاعي جمع الناس بالميدان ونُصب مخيّم عظيم سلطاني، ومُدّ سِماط هائل، وختمت الختمة وتكلم الوعاظ، فتكلم أولاً فريد الوقت عز الدين الفاروثي، وتكلم بعده الواعظ نجم الدين ابن البزوري،