للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ذُريّة في الورى درية زهرٌ … يُرجى بها الغيثُ أو يُجْلى بها الغَسَق

هُمْ معاذي وذُخري فِي المَعَاد وهم … كنزي وحرزي إذا ما ألجم العرق

خفضُ الْجَناح لهم رفعٌ لمنزلتي … فاجزم بهذا ولا تنصب فتحترق

هم الألى أعربوا مبنى مجدهم … بنحْوهم كلَّ شأوٍ لَيْسَ يلتحق

من شاء باهلني باهلته بهم … وبعد عن ورود الحوض نستبق

وهل أتى شاعر إلّا وقلت لَهُ … فِي " هَلْ أتى " مدح أهل البيت متسق (١)

وقال:

لشيخنا في النقاء الشيب والكرم … حظا كما لسواه الشَّيبُ والهرمُ

ولاسمه نسبةٌ والنَّعت ناسبها … واشتق منها وفي أثنائها حِكمُ

ففي العلاء عليٌ وفي السّخا سخاويّ … وفي علمه بين الورى علمُ

شيخ المشايخ فِي زهدٍ وفي لَسَنٍ … يجول فِي كلّ إقليمٍ لَهُ قلمُ

منها:

مفصّلٌ للقضايا وهو منذ نشا … قاضٍ وليس بمنقوص ولا يهمُ

طود الحجى راسيًا تُخشَى سكينتُه … بدر الدُّجى ساريًا تُجلَى به الظلمُ

منها:

لولا عليٍّ لعلم النّحو أجمعهِ … ما كَانَ زيدٌ ولا عَمْرو ولا الكلمُ

فإنْ تكن بعليّ النّصر مبتدئًا … فإنّه بعليّ العصر مختتمُ

خنق الرشيد الفارقي في رابع محرم ببيته بالظّاهرية، وأُخِذ ذَهَبُه ودرس بعده بالظاهرية علاء الدين ابن بِنْت الأعز.

قَالَ الشّيْخ تاج الدّين عَبْد الرحمن: حدثنا قاضي القضاة أنّه رَأَى فِي رقبته أثر الخنق ورأى الدم قد اجتمع فِي فمه. ورأى سِنّه مقلوعةً عنده. وكان يَقُولُ: لا بدّ لي أن أَلي وزارة بغداد. وكان مليًّا بالنَّظم والنَّثر. لم يزل سعيدًا. رَأَيْته فِي أيّام الأشرف وهو كاتب عند الوزير ابن جرير، فولي نظر عمارةَ دار الحديث وهو إذ ذاك مدرس الفلكية.


(١) يعني: في سورة الإنسان ﴿هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ [الإنسان: ١] ففيها مدحهم بقوله تعالى ﴿وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ﴾ الآية (٨).