للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رواية إلا في هذا الواحد، تفرد به موسى بن يعقوب الزمعي، عن عبد الله.

وتحسين الترمذي لا يكفي في الاحتجاج بالحديث (١)، فإنه قال (٢): وما ذكرنا في كتابنا من حديث حسن فإنما أردنا بحسن إسناده عندنا كل حديث لا يكون في إسناده من يتهم بالكذب ولا يكون الحديث شاذا، ويروى من غير وجه نحو ذلك فهو عندنا حديث حسن (٣).

وقال يوسف بن إبراهيم: سمعت أنسا يقول: سئل رسول الله أي أهل بيتك أحب إليك؟ قال: الحسن والحسين، وكان يقول لفاطمة: ادعوا لي ابني، فيشمهما ويضمهما إليه. حسنه الترمذي (٤).

وقال ميسرة بن حبيب، عن المنهال بن عمرو، عن زر، عن حذيفة: سمع النبي يقول: هذا ملك لم ينزل إلى الأرض قط قبل هذه الليلة استأذن ربه أن يسلم علي ويبشرني بأن فاطمة سيدة نساء أهل الجنة، وأن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة. قال الترمذي (٥): حسن غريب.

وصحح الترمذي (٦) من حديث عدي بن ثابت، عن البراء قال: رأيت النبي واضعا الحسن على عاتقه وهو يقول: اللهم إني أحبه فأحبه.

وصحح أيضا بهذا السند أن النبي أبصر الحسن والحسين فقال: اللهم إني أحبهما فأحبهما (٧).


(١) هذا كلام خبير عاقل، وعندي أن كلَّ حديث اقتصر الترمذي على تحسينه، فهو حديث معلول عنده، ولنا دراسة في هذا الموضوع تظهر قريبًا إن شاء الله تعالى.
(٢) العلل الذي في آخر الجامع ٦/ ٢٥١ بتحقيقنا.
(٣) وقال المصنف في السير ٣/ ٢٥٢: "فهذا مما ينتقد الترمذي على تحسينه". هكذا قال، وهو مناقض لما تقدم من قوله، فكأنه نظر هنا إلى "التحسين" بما شاع عند المتأخرين من هذا الاصطلاح، ولم يتنبه إلى خصوصية هذا الاصطلاح عند الترمذي في جامعه.
(٤) جامعه الكبير (٣٧٧٢)، وقال: "حسن غريب". وإسناده ضعيف لضعف يوسف بن إبراهيم. وانظر تعليقنا عليه هناك.
(٥) جامعه الكبير (٣٧٨١)، وانظر تعليقنا عليه هناك.
(٦) كذلك (٣٧٨٣).
(٧) كذلك (٣٧٨٢).