وعن مالك بن دينار قال: إن الحجاج عقوبةٌ سلطه الله عليكم، فلا تستقبلوا عقوبة الله بالسيف، ولكن استقبلوها بالدعاء والتضرع.
وقال أبو عاصم النبيل: حدثني جليسٌ لهشام بن أبي عبد الله قال: قال عمر بن عبد العزيز لعنبسة بن سعيد: أخبرني ببعض ما رأيت من عجائب الحجاج. قال: كنا جلوسا عنده ليلة، فأتي برجلٍ، فقال: ما أخرجك هذه الساعة! وقد قلت: لا أجد فيها أحدا إلا فعلت به؟ قال: أما والله لا أكذب الأمير، أغمي على أمي منذ ثلاثٍ، فكنت عندها، فلما أفاقت الساعة قالت: يا بني، أعزم عليك إلا رجعت إلى أهلك، فإنهم مغمومون لتخلفك عنهم، فخرجت، فأخذني الطائف، فقال: ننهاكم وتعصونا، اضرب عنقه! ثم أتي برجلٍ آخر، فقال: ما أخرجك هذه الساعة؟! قال: والله لا أكذبك، لزمني غريمٌ فلما كانت الساعة أغلق الباب وتركني على بابه، فجاءني طائفك فأخذني، فقال: اضربوا عنقه. ثم أتي بآخر، فقال: ما أخرجك هذه الساعة؟! قال: كنت مع شربةٍ أشرب، فلما سكرت خرجت، فأخذوني، فذهب عني السكر فزعا، فقال: يا عنبسة ما أراه إلا صادقا، خلوا سبيله، فقال عمر لعنبسة، فما قلت له شيئا؟ فقال: لا، فقال عمر لآذنه: لا تأذن لعنبسة علينا، إلا أن يكون في حاجة.
وقال بسطام بن مسلم، عن قتادة قال: قيل لسعيد بن جبير: خرجت على الحجاج؟ قال: إني والله ما خرجت عليه حتى كفر.
وقال هشام بن حسان: أحصوا ما قتل الحجاج صبرا، فبلغ مائة ألفٍ وعشرين ألفا.
وقال عباد بن كثير، عن قحذم، قال: أطلق سليمان بن عبد الملك في غداةٍ واحدةٍ واحدا وثمانين ألف أسير، وعرضت السجون بعد موت الحجاج، فوجدوا فيها ثلاثة وثلاثين ألفا، لم يجب على أحدٍ منهم قطعٌ ولا صلبٌ.
وقال الهيثم بن عدي: مات الحجاج، وفي سجنه ثمانون ألفا، منهم ثلاثون ألف امرأة.
وعن عمر بن عبد العزيز، قال: لو تخابثت الأمم، وجئنا بالحجاج