للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تراجم المئة الثانية وبَيَّض هذا القسم ثانية سنة ٧٢٦ هـ (١) فجاءت النسخة في واحد وعشرين مجلدًا، يدل على ذلك قوله في طرة المجلد الحادي والعشرين الذي بخطه: "المجلد الحادي والعشرون من كتاب تاريخ الإسلام وطبقات المشاهير والأعلام تأليف الغبد الفقير إلى الله محمد بن أحمد بن عثمان بن الذهبي. ثم إنني زدتُ جملةً كثيرةً في أرباب المئة الثانية فآل الحال إلى أن هذا المجلد صار في العدد الحادي والعشرين (٢). ولعل هذا هو الذي يفسر لنا ذكر تلميذه ابن شاكر الكتبي "ت ٧٦٤ هـ" أن الذهبي ألف "تاريخ الإسلام" في تسعة عشر مجلدًا (٣).

ولكن إذا كان الذهبي قد انتهى من تدوين كتابه في تسعة عشر مجلدًا سنة ٧١٤ هـ ثم زاد في تراجم المئة الثانية بعد ذلك فأصبح في واحد وعشرين مجلدًا سنة ٧٢٦ هـ فكيف نفسر التناقض الحاصل بين تسلسل عناوين المجلدات الباقية بخطه وبين قوله في نهاية المجلد الحادي والعشرين أنه انتهى منه سنة ٧١٤ هـ؟ وهل يعني هذا أنه أعادَ نسخ الكتاب وتنظيمه ثانية منذ سنة ٧٢٦ هـ؟ فإذا كان ذلك كذلك فإن التناقض باق بسبب كتابته على طرة المجلد الأخير: إنه المجلد الحادي والعشرون، وأنه صار كذلك بعد الزيادة التي أضافها في أهل المئة الثانية وبَيَّضها سنة ٧٢٦ هـ، وقوله في آخر المجلد الأخير نفسه: إنه انتهى منه سنة ٧١٤ هـ!

وجوابنا عن ذلك أن المؤلف، فيما نعتقد، لم يبيض سوى المئة الثانية أو قسمًا منها في الأقل، فكان أن زاد هذا القسم المُبيض زيادةً جعلت المؤلف يزيده مجلَّدين آخرين، ثم إنه أعاد كتابه عناوين المجلدات اعتبارًا من المجلد الثامن وحتى المجلد الحادي والعشرين بعد أن أعادَ تنظيمها وصلَّح بعض ما أمكن تصليحه (٤)، وعليه فإن عناوين هذه المجلدات قد كتبت في حدود سنة


(١) وصل إلينا من هذا القسم المبيض تبييضًا ثانيًا بخط المؤلف قسم من وفيات الطبقة الثامنة عشرة في أثناء ترجمة الإمام مالك بن أنس، وجميع الطبقتين التاسعة عشرة والعشرين في حوادثهما ووفياتهما، وهو في (٣٠١) ورقة (أيا صوفيا ٣٠٠٦). وقد جاء في نهاية المجلد: "فرغتُ من تبييض الطبقة تبييضًا ثانيًا في سنة ٧٢٦"، وهذا هو قسم من المجلد السابع من نسخة المؤلف.
(٢) أيا صوفيا ٣٠١٤.
(٣) عيون التواريخ، الورقة ٨٦ (كيمبرج ٢٩٢٣).
(٤) مثل ما فعل في المجلد الثالث عشر حيث حاول تصليحه وجعله المجلد الخامس عشر. =

<<  <  ج: ص:  >  >>