للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أيضًا طرة المجلد الحادي والعشرين الذي كان قبل التصليح المجلد التاسع عشر، وهو تصليح لا يعرفه ولا يلاحظه إلا من يطيل التمعن فيه، فقد حَوَّل الذهبي كلمة "التاسع" إلى "الحادي" بأن غير حرف (التاء) إلى (حاء) ثم وضع ركزةً للسين بحيث صارت دالًا ومَدَّ حرف العين وقَعَّره فصار (ياء). وهذا هو الذي بفسر التصاق الياء بالدال التصاقًا بينًا، ووجود فتحة فوق الحاء مع عدم الحاجة إليها لأنها كانت في الأصل نقطتي التاء. أما كلمة "عشر" فقد أضاف إليها الياء والنون في آخرها فصارت "عشرين"، وهي تظهر واضحة وقد حُشِرَت بين "عشر" وحرف الجر "من". والطريف أن الفتحات التي وضعها الذهبي فوق كلمة "عشر" ظلت باقية بعد تحويل الكلمة إلى "عشرين" (١).

٤ - ويتبين من دراسة السماعات التي كتبها صلاح الدين خليل بن أيبك الصفدي بخطه على صفحات العنوان، وعلى هوامش المجلدات في الداخل، تسلسل تواريخ هذه السماعات ابتداء من أوائل سنة ٧٣٥ هـ حتى شهر شعبان منها، ووجود الوقفية على المدرسة المحمودية على معظم المجلدات التي وصلت إلينا وهذا يؤيد أن القسم المبيض سنة ٧٢٦ هـ قد أصبح جزءًا من النسخة القديمة.

٥ - لم يشر الذهبي في أيِّ من تلك المجلدات إلى تبييض الكتاب ثانية، بله ما هو مذكور في آخر المجلد الحادي والعشرين من أنه فرغ منه سنة ٧١٤ هـ وما جاء في آخر المجلد الخامس عشر بخط الذهبي: (آخر المجلد الثالث عشر والحمد لله"، مع أنه كتب في طرته أنه المجلد الخامس عشر.

إن هذا التناقض الظاهري جعل مفهرسي هذه النسخة في معهد إحياء المخطوطات العربية يظنون أن الذهبي كتبها سنة ٧٢٦ هـ وسنة ٧٢٧ هـ من غير دليل لديهم غير إشارته الواردة في المجلد السابع (٢).

وعلى الرغم من وصول نسخ عديدة من "تاريخ الإسلام"، إلا أنه لم تصل إلينا نسخة كاملة منه، لذلك اعتمدنا في تحقيقنا على المجلدات العشر التي وصلت إلينا بخطه، ثم جمعنا النسخ من خزائن الكتب بالخافقين لما لم يصل إلينا بخطه.


(١) انظر صورة طرة هذا المجلد.
(٢) راجع فهرس المخطوطات المصورة، ج ٢ قسم ١ ص ٥٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>