قال ابن وهب: حدثنا عبد الرحمن بن زيد بن أسلم قال: لما توفي عمر بن عبد العزيز وولي يزيد قال: سيروا بسيرة عمر بن عبد العزيز، قال: فأتي بأربعين شيخاً فشهدوا له: ما على الخلفاء حساب ولا عذاب.
وقال روح بن عبادة: حدثنا حجاج بن حسان التيمي، قال: حدثنا سليم بن بشير قال: كتب عمر بن عبد العزيز إلى يزيد بن عبد الملك حين احتضر: سلامٌ عليك، أما بعد، فإني لا أراني إلا لما بي، فالله، الله في أمة محمدٍ فإنك تدع الدنيا لمن لا يحمدك، وتفضي إلى من لا يعذرك، والسلام.
قال الزبير بن بكار: حدثنا هارون الفروي، قال: حدثني موسى بن جعفر بن أبي كثير، وابن الماجشون قالا: لما مات عمر بن عبد العزيز قال يزيد: والله ما عمر بأحوج إلى الله مني، فأقام أربعين يوماً يسير بسيرة عمر، فقالت حبابة لخصي له كان صاحب أمره: ويحك قربني منه حيث يسمع كلامي، ولك عشرة آلاف درهم، ففعلوا، فلما مر يزيد بها قالت:
بكيت الصبا جهدا فمن شاء لامني ومن شاء آسى في البكاء وأسعدا ألا لا تلمه اليوم أن يتبلدا فقد منع المحزون أن يتجلدا
والشعر للأحوص، فلما سمعها قال: ويحك قل لصاحب الشرط يصلي بالناس.
وقال يوماً: والله إني لأشتهي أن أخلو بها فلا أرى غيرها، فأمر ببستانٍ له فهيئ، وأمر حاجبه أن لا يعلمه بأحدٍ، قال: فبينما هو معها أسر شيء بها، إذ حذفها بحبة رمانٍ أو بعنبة، وهي تضحك، فوقعت في فيها، فشرقت فماتت، فأقامت عنده في البيت حتى جيفت أو كادت، واغتم لها، وأقام أياماً، ثم إنه خرج إلى قبرها فقال:
فإن تسل عنك النفس أو تدع الصبا فباليأس أسلو عنك لا بالتجلد وكل خليلٍ زارني فهو قائل من أجلك هذا هامة اليوم أو غد
ثم رجع، فما خرج من منزله إلا على النعش.
قال الهيثم بن عمران العنسي: مات يزيد بن عبد الملك بسواد الأردن، مرض بطرفٍ من السل.