وكانت غزوة أم قرفة في رمضان سار إليها زيد بن حارثة لأنها كانت تؤذي النبي - صلى الله عليه وسلم - ذكره الواقدي.
قال: وفيها سرية عبد الرحمن بن عوف إلى دومة الجندل في شعبان. فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إن أطاعوا فتزوج ابنة ملكهم. فأسلم القوم، وتزوج عبد الرحمن تماضر بنت الأصبغ - والدة أبي سلمة - وكان أبوها ملكهم.
وفي شوال كانت سرية كرز بن جابر الفهري إلى العرنيين الذي قتلوا راعي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - واستاقوا الإبل. فبعثه في عشرين فارسا وراءهم.
وقال ابن أبي عروبة، عن قتادة، عن أنس: إن رهطا من عكل وعرينة أتوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: إنا أناس من أهل ضرع، ولم نكن أهل ريف، فاستوخمنا المدينة. فأمر لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بذود وزاد، وأمرهم أن يخرجوا فيها فيشربوا من أبوالها وألبانها. فانطلقوا حتى إذا كانوا في ناحية الحرة قتلوا راعي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - واستاقوا الذود، وكفروا بعد إسلامهم. فبعث النبي - صلى الله عليه وسلم - في طلبهم، فأمر بهم فقطع أيديهم وأرجلهم وسمر أعينهم، وتركهم في ناحية الحرة حتى ماتوا وهم كذلك.
قال قتادة: فذكر لنا أن هذه الآية نزلت فيهم: إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله الآية. قال قتادة: بلغنا أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يحث في خطبته بعد ذلك على الصدقة وينهى عن المثلة. متفق عليه.
وفي بعض طرقه: من عكل، أو عرينة.
ورواه شعبة، وهمام، وغيرهما، عن قتادة فقال: من عرينة، من غير شك.