فكانت الفروج تستحل بكلامنا وتؤخذ الأموال بكلامنا، أدركنا من كان قبلنا إذا سئلوا عن الشيء قال بعضهم لبعض: انظروا فيما يقول صاحبكم، فيقولون: كلنا نشبه هذا الأمر بالأمر الذي كان في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم، كأنه الذي كان في زمان أبي بكر في فلان وفي زمان عمر في فلان شك ذلك، فقالوا: هو مثله، وقالوا: ليس عندنا شيء غير هذا، ثم اجترأنا أنا وربيعة وأبو الزناد فقلنا: أي شيء يلبس على الناس كأنه وشبهه! قال: فاجترأنا وأبى القوم فقلنا نحن: هو مثله، وسئلنا عن أشياء فقلنا نكرهها، فجاء آخرون كانوا تحتنا فقالوا: لأي شيء نكرهها؟ ما هو إلا حلال وحرام فاجترؤوا على التي هبناها كما اجترأنا على التي هابها من كان قبلنا.
مالك، عن ابن هرمز قال: ينبغي للعالم أن يورث جلساءه من بعده: لا أدري.
وقال إبراهيم بن المنذر: حدثني مطرف، عن مالك قال: قال لي ابن هرمز: يا مالك، لا تمسك بشيء من هذا الرأي الذي أخذت عني، فإني والله فجرت ذلك وربيعة.
وروى مروان الطاطري عن مالك قال: جلست إلى ابن هرمز ثلاث عشرة سنة، وكنت قد اتخذت في الشتاء سراويل محشواً، كنا نجلس معه في الصحن في الشتاء، فاستحلفني أن لا أذكر اسمه في الحديث.
وروى الحكم بن عبد الله، عن أبيه، عن مالك قال: رحت إلى صلاة الظهر من بيت ابن هرمز اثنتي عشرة سنة.
وعن مالك قال: قال ابن أبي سلمة لعبد الله بن يزيد بن هرمز: الرجل يستفتيني فأفتيه برأي، يسعني ذلك؟ قال: لا والله حتى تعلم، لو جاز ذلك لجاز للسقائين.
مطرف، عن مالك قال: كنا نأتي ابن هرمز فيلقي بعضنا على بعض ونتكلم ومعنا ربيعة وابن أبي سلمة، فكثر كلامنا يوماً وداود بن قيس الفراء صامت لا يتكلم، فقلنا لابن هرمز: يا أبا بكر، ما تقول؟ قال: أما أنا فأحب أن أكون مثل هذا، وأشار إلى داود.