ولا السانحات البارحات عشية أمر سليم القرن أم مر أعضب فقال له عمه: فأي شيء؟ فقال:
ولكن إلى أهل الفضائل والنهى وخير بني حواء والخير يطلب إلى النفر البيض الذين بحبهم إلى الله فيما نابني أتقرب بني هاشم رهط الرسول فإنني لهم وبهم أرضى مراراً وأغضب وطائفة قد أكفرتني بحبهم وطائفة قالت: مسيء ومذنب قال ابن فضيل، عن ابن شبرمة: قلت للكميت: إنك قلت في بني هاشم فأحسنت، وقد قلت في بني أمية أفضل مما قلت في بني هاشم! قال: إني إذا قلت أحببت أن أحسن.
وكان الكميت شيعياً.
قيل: إنه لما مدح علي بن الحسين قال: إني قد مدحتك بما أرجو أن يكون وسيلة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم القيامة، ثم أنشده قصيدة له، فلما فرغ منها قال: ثوابك نعجز عنه، ولكن ما عجزنا عنه فإن الله لن يعجز عن مكافأتك، وقسط على نفسه وأهله أربعمائة ألف درهم، فقال له: خذ هذه يا أبا المستهل، فقال: لو وصلتني بدانق لكان شرفاً، ولكن إن أحببت أن تحسن إلي فادفع لي بعض ثيابك التي تلي جسدك أتبرك بها، فقام فنزع ثيابه فدفعها إليه كلها، ثم قال: اللهم إن الكميت جاد في آل رسولك وذرية نبيك بنفسه حين ضن الناس وأظهر ما كتمه غيره من الحق، فأمته شهيداً وأحيه سعيداً وأره الجزاء عاجلاً وأجر له جزيل المثوبة آجلاً فإنا قد عجزنا عن مكافأته. قال الكميت: ما زلت أعرف بركة دعائه.
وروي أن الكميت أتى باب مخلد بن يزيد بن المهلب فصادف على بابه أربعين شاعراً، فاستأذن، فقال له الأمير: كم رأيت على الباب شاعراً؟ قال: أربعين. قال: فأنت جالب التمر إلى هجر. قال: إنهم جلبوا دقلاً وجلبت أزاذا. قال: فهات، فأنشده:
هلا سألت منازلاً بالأبرق درست وكيف سؤال من لم ينطق؟ لعبت بها ريحان ريح عجاجة بالسافيات من التراب المعبق