وقال حزم القطعي: حدثنا عاصم الأحول قال: جلست إلى قتادة فذكر عمرو بن عبيد فوقع فيه، فقلت: ألا أرى العلماء يقع بعضهم في بعض؟ فقال: يا أحول، أوما تدري أن الرجل إذا ابتدع بدعة فينبغي لنا أن نذكره حتى يحذر، فجئت من عند قتادة وأنا مغتم لما رأيت من نسك عمرو وهديه، فنمت فرأيته والمصحف في حجره، وهو يحك آية، فقلت له: سبحان الله! تحك آية من كتاب الله! قال: إني سوف أعيدها، فتركته حتى حكها، فقلت: أعدها، قال: لا أستطيع. ورواها ثقتان عن حزم.
وقال أبو سعيد الأشج: حدثنا الهيثم بن عبد الله فقيه الجامع، قال: حدثنا حماد بن زيد قال: كنت مع أيوب، ويونس، وابن عون فمر بهم عمرو بن عبيد فسلم عليهم، ووقف وقفة فلم يردوا عليه السلام.
وقال سليمان بن حرب: حدثنا حماد بن زيد قال: قيل لأيوب: إن عمرو بن عبيد يروي عن الحسن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه. قال: كذب.
وعن عباد بن كثير عن عمرو قال: لا جمعة بعد عثمان.
وقال عبد الوهاب الخفاف: مررت بعمرو بن عبيد وهو وحده فقلت: ما لك تركوك؟ فقال: نهى ابن عون الناس عنا فانتهوا.
وعن عمر بن النضر قال: سئل عمرو عن مسألة وأنا عنده فأجاب، فقلت: ليس هكذا يقول أصحابنا، قال: ومن أصحابك لا أبا لك؟ قلت: أيوب، ويونس، وابن عون، وسليمان التيمي، قال: أولئك أرجاس أنجاس أموات غير أحياء. رواها يحيى بن حميد الطويل، عن عمر بن النضر.
وقال سوار بن عبد الله: حدثنا الأصمعي أن عمرو بن عبيد أتى أبا عمرو بن العلاء، فقال: يا أبا عمرو الله يخلف وعده؟ فقال: لا، فقال عمرو: فقد قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ} فقال أبو عمرو: من العجمة أتيت، الوعد غير الإيعاد، ثم أنشد:
وإني إن أوعدته أو وعدته لمخلف ميعادي ومنجز موعدي
وقال جعفر بن محمد بن فضيل، ونصر بن مرزوق: حدثنا إسماعيل بن مسلمة القعنبي، قال: رأيت الحسن بن أبي جعفر في المنام بعدما مات فقال [٣/ ٩٤٣] لي: أيوب، ويونس، وابن عون في الجنة، فقلت: فعمرو بن عبيد؟ قال: في النار. ثم رأيته الليلة الثانية، فقال مثل ذلك، ثم رأيته في الليلة الثالثة، فقال مثل ذلك، وقال: كم أقول لك.
وقال ابن علية: أول من تكلم في الاعتزال واصل بن عطاء الغزال، فدخل معه في ذلك عمرو بن عبيد، فأعجب به وزوجه أخته، وقال لها: زوجتك برجل ما يصلح إلا أن يكون خليفة.
وقال نعيم بن حماد: قيل لابن المبارك: لم رويت عن سعيد وهشام الدستوائي وتركت حديث عمرو بن عبيد، ورأيهم واحد؟ قال: كان عمرو يدعو إلى رأيه وكانا ساكتين.
وقال مؤمل بن إسماعيل: رأيت همام بن يحيى في النوم، فقلت: ما صنع الله لك؟ قال: غفر لي، وأدخلني الجنة، وأمر بعمرو بن عبيد إلى النار، وقيل له: تقول على الله كذا وكذا وتكذب بمشيئته وتمن بركعتين تصليهما.
وروي عن محمد بن عبد الله الأنصاري القاضي أنه رأى عمرو بن عبيد في المنام قد مسخ قرداً.
قال أبو بكر: كان عمرو بالبصرة يجالس الحسن مدة، ثم أزاله واصل عن مذهب السنة، فقال بالقدر، ودعا إليه واعتزل أصحاب الحسن، وكان له سمت وإظهار زهد.
وقال يعقوب الفسوي: كان عمرو نساجاً، ثم تحول شرطياً للحجاج، يعني في صباه.
وروي عن الحسن البصري أنه قال: نعم الفتى عمرو بن عبيد إن لم يحدث.
وقال أبو نعيم الحافظ: أخبرنا عبد الوهاب بن أبي أحمد العسال، قال: سمعت أبي يقول: سمعت مسبح بن حاتم البصري يقول: سمعت عبيد الله بن معاذ يقول: سمعت أبي يقول: سمعت عمرو بن عبيد يقول،