قال الهيثم بن خارجة: حدثنا إسماعيل بن عياش قال: ظهر بإفريقية جور، فلما قام السفاح قدم عبد الرحمن بن زياد بن أنعم على أبي جعفر فشكا إليه العمال ببلده، فأقام ببابه شهرا ثم دخل عليه، فقال: ما أقدمك؟ قال: ظهر الجور ببلدنا فجئت لأعلمك، فإذا الجور يخرج من دارك، فغضب أبو جعفر وهم به، ثم أمر بإخراجه.
وعن ابن إدريس عن عبد الرحمن بن زياد، قال: أرسل إلي أبو جعفر فقدمت عليه فدخلت، والربيع قائم على رأسه فاستدناني، فقال لي: يا عبد الرحمن كيف ما مررت به من العمال؟ قلت: يا أمير المؤمنين رأيت أعمالا سيئة، وظلما فاشيا فظننته لبعد البلاد منك، فجعلت كلما دنوت منك كان الأمر أعظم، قال: فنكس رأسه طويلا ثم قال: كيف لي بالرجال؟ قلت: أفليس عمر بن عبد العزيز كان يقول: إن الوالي بمنزلة السوق يجلب إليها ما ينفق فيها فإن كان برا أتوه ببرهم، وإن كان فاجرا أتوه بفجورهم، قال: فأطرق طويلا فقال لي الربيع، وأومأ إلي أن اخرج، فخرجت وما عدت إليه.
وقال محمد بن سعد الجلاب: حدثنا جارود بن يزيد قال: أخبرنا عبد الرحمن الإفريقي قال: كنت أطلب العلم مع أبي جعفر المنصور قبل الخلافة فأدخلني منزله فقدم إلي طعاما، ومريقة من حبوب ليس فيها لحم، ثم قدم إلي زبيبا ثم قال: يا جارية عندك حلوى؟ قالت: لا، قال: ولا التمر؟ قالت: لا، فاستلقى وقرأ عسى ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم في الأرض فينظر كيف تعلمون؟، فلما ولي الخلافة دخلت عليه فقال: بلغني أنك كنت تعد لبني أمية فكيف رأيت سلطاني من سلطانهم؟ قلت: ما رأيت في سلطانهم من الجور شيئا إلا رأيته في سلطانك، فقال: إنا لا نجد الأعوان، قلت: إن السلطان سوق، قال: فسكت.
قال ابن معين عن عبد الله بن إدريس: أقدم بعبد الرحمن بن زياد على المنصور، وولي قضاء إفريقية لمروان بن محمد.
وقال ابن معين: هو ضعيف، ولا يسقط حديثه.
وقال أحمد: لا أكتب حديثه، هو منكر الحديث ليس بشيء.