وقال الهيثم بن خارجة: سمعت أصحابنا يقولون: ليس هو من الأوزاع، هو ابن عم يحيى بن أبي عمرو السيباني لحا، إنما كان ينزل قرية الأوزاع إذا خرجت من باب الفراديس.
وقال ضمرة بن ربيعة: الأوزاع اسم وقع على موضع مشهور بربض دمشق سكنه بقايا من قبائل شتى، والأوزاع الفرق، تقول: وزعته إذا فرقته.
وقال أبو زرعة الدمشقي: كان اسم الأوزاعي عبد العزيز فغيره، وأصله سندي نزل في الأوزاع.
وكانت صنعته الكتابة، والترسل، ورسائله تؤثر.
وقال ضمرة: سمعت الأوزاعي يقول: كنت كالمحتلم في خلافة عمر بن عبد العزيز.
قلت: هذا يرد على قول من زعم أن مولده سنة ثلاث وتسعين.
وقال الوليد بن مزيد: ولد ببعلبك، ونشأ بالبقاع، ثم نقلته أمه إلى بيروت.
كان يتيما فقيرا حجر أمه، عجزت الملوك أن تؤدب أنفسها، وأولادها أدبه في نفسه، ما سمعت منه كلمة فاضلة إلا احتاج مستمعها إلى إثباتها عنه ولا رأيته ضاحكا حتى يقهقه، ولقد كان إذا أخذ في ذكر المعاد أقول: أترى في المجلس قلب لم يبك؟!.
قال محمد بن عبد الرحمن السلمي: رأيت الأوزاعي وكان فوق الربعة خفيف اللحم، به سمرة، يخضب بالحناء.
وقال العباس بن الوليد البيروتي عن شيوخه: إن الأوزاعي قال: مات أبي وأنا صغير فمر فلان من العرب فقال: من أنت؟ قلت: فلان، فقال: ابن أخي يرحم الله أباك، فذهب بي إلى بيته فكنت معه حتى بلغت، فألحقني في الديوان، وضرب علينا بعث إلى اليمامة، فلما دخلنا مسجدنا قال لي رجل: رأيت يحيى بن أبي كثير معجبا بك يقول: ما رأيت في هذا البعث أهدى من هذا الشاب، قال: فجالسته فكتبت عنه أربعة عشر كتابا فاحترقت، رواها محمد بن أيوب بن سويد عن أبيه، وزاد: فقال لي يحيى: ينبغي لك أن تبادر إلى البصرة لعلك تدرك الحسن، وابن سيرين، فانطلقت إليها فوجدت الحسن قد مات، فأخبرنا الأوزاعي أنه دخل على ابن سيرين فعاده، ثم مات بعد أيام فما سمع منه.