للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال الأوزاعي: كتب إلي قتادة: إن كانت الدار فرقت بيننا وبينك، فإن ألفه الإسلام جامعة بين أهلها.

وقال الوليد بن مزيد: سمعت الأوزاعي يقول: أتيت بيروت أرابط فلقيت سوداء عند المقابر فقلت: أين العمارة؟ قالت: أنت في العمارة، وإن أردت الخراب فبين يديك.

قال أحمد بن عبد الواحد: حدثنا محمد بن كثير، عن الأوزاعي قال: وقع عندنا ببيروت رجل جراد، وكان عندنا رجل له فضل، فحدث أنه رأى رجلا راكبا، فذكر من عظم الجرادة وعظم الرجل، قال: وعليه خفان أحمران وهو يقول: الدنيا باطلة وباطل ما فيها ويومئ بيده، حيثما أومأ انساب الجراد.

رواها علي بن زيد الفرائضي عن ابن كثير، سمع الأوزاعي أنه هو الذي رأى ذلك.

وقال أبو زرعة: أريد الأوزاعي على القضاء من يزيد بن الوليد فجلس بهم مجلسا واحدا وترك.

وعن الأوزاعي قال: من أكثر ذكر الموت كفاه اليسير، ومن عرف أن منطقه من عمله قل كلامه.

ومن موعظة للأوزاعي يقول: كانوا بلهو الأمل آمنين، فقد علمتم ما نزل بساحتهم بياتا من عقوبة الله، فأصبح كثير منهم في ديارهم جاثمين، وأصبح الباقون ينظرون في آثار نقمه، وزوال نعمه، ومساكن خاوية فيها آية للذين يخافون العذاب الأليم، وأصبحتم بعدهم في أجل منقوص، ودنيا مقبوضة، في زمان قد ولى عفوه، وذهب رخاؤه، فلم يبق منه إلا حمة شر، وصبابة كدر، وأهاويل غير، وعقوبات عبر، وإرسال فتن، وتتابع زلازل، ورذالة خلف بهم ظهر الفساد، فلا تكونوا أشباها لمن خدعه الأمل، وغره طول الأجل، جعلنا الله وإياكم ممن وعى وانتهى وعقل مثواه فمهد لنفسه.

<<  <  ج: ص:  >  >>