للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أعرف من حمل به كذلك، يعني نفسه (١).

وروى أبو حاتم الرازي عن شيخ له عن ابن المبارك، قال: لم يكن بالمدينة أحد أشبه بأهل العلم من ابن عجلان كنت أشبهه بالياقوتة بين العلماء - رحمة الله عليه -.

وقال يعقوب بن شيبة: ذكر مصعب الزبيري محمد بن عجلان فقال: كان له قدر وفضل بالمدينة، وكان ممن خرج مع محمد، فأراد جعفر بن سليمان قطع يده فسمع ضجة، وكان عنده الأكابر، فقال: ما هذا؟ قالوا: هذه ضجة أهل المدينة يدعون لابن عجلان فلو عفوت عنه، وإنما غر وأخطأ في الرواية، ظن أنه المهدي، فعفا عنه وأطلقه.

قال أبو بكر بن خلاد: سمعت يحيى بن سعيد يقول: كان ابن عجلان مضطرب الحديث في حديث نافع.

وقال الفلاس: سألت يحيى عن حديث ابن عجلان عن المقبري عن أبي هريرة أن رجلاً قال: يا رسول الله إن قاتلت في سبيل الله فأبى أن يحدثني فقلت له: خالفه يحيى بن سعيد الأنصاري فقال: عن المقبري عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه، فقال: أحدث به! أحدث به! كأنه يعجب (٢).

وقال أبو زيد بن أبي الغمر: حدثنا عبد الرحمن بن القاسم، قال: قيل لمالك إن ناساً من أهل العلم يحدثون، فقال: من هم؟ قيل: ابن عجلان، فقال: لم يكن يعرف ابن عجلان هذه الأشياء، ولم يكن عالماً.

قلت: هذا قاله أبو عبد الله لما بلغه أن ابن عجلان روى حديث خلق


(١) هذا كله لا صحة له، وهو مخالف للطبيعة البشرية.
(٢) حديث ابن عجلان عن سعيد المقبري عن أبي هريرة، أخرجه النسائي ٦/ ٣٣ - ٣٤. وقد تابع سعيدًا عباد بن إسحاق، وأبو صخر حميد بن زياد، وأبو معشر نجيح. وخالفه جماعة من الثقات فيهم مالك والسفيانان وزهير وبشر بن المفضل ويزيد ابن هارون والليث، وغيرهم، فرووه عن يحيى عن سعيد المقبري عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه به، قال الدارقطني (العلل ٨/ س ١٤٦٤): "وهو الصواب". وقد أخرجه مسلم ٦/ ٣٧ و ٣٨، والترمذي (١٧١٢)، والنسائي ٦/ ٣٤ و ٣٥، وانظر تخريجه في تعليقنا على الترمذي.