بذا أمرت، فوقفت أنظر، فلا أرى أحدا، فقلت: لعن الله إبليس، ثم حركت فرسي، فأسمع نداء من قربوس سرجي: يا إبراهيم ما لذا خلقت، ولا بذا أمرت، فوقفت وقلت: أنبهت أنبهت، جاءني نذير من رب العالمين، والله لا عصيت الله بعد يومي ذا ما عصمني ربي، فرجعت إلى أهلي، فخليت عن فرسي، ثم جئت إلى رعاة لأبي، فأخذت من أحدهم جبة وكساء، وألقيت ثيابي إليه، ثم أقبلت إلى العراق فعملت بها أياما، فلم يصف لي منها الحلال، فقيل لي: عليك بالشام، فصرت إلى المصيصة، فعملت بها، فلم يصف لي الحلال، فسألت بعض المشايخ، فقال: إن أردت الحلال الصافي فعليك بطرسوس، فإن فيها المباحات والعمل الكثير، فأتيتها فعملت بها أنطر في البساتين وأحصد، فبينا أنا على باب البحر فجاءني رجل أنطر له، فكنت في البستان مدة، فإذا أنا بخادم قد أقبل ومعه أصحابه، فقعد في مجلسه فصاح: يا ناطور، اذهب فآتنا بأكبر رمان تقدر عليه وأطيبه، فذهبت فأتيته بأكبر رمان، فكسر رمانة فوجدها حامضة، فقال: أنت عندنا كذا وكذا تأكل فاكهتنا ورماننا، لا تعرف الحلو من الحامض، قلت: والله ما ذقتها، فأشار إلى أصحابه تسمعون كلام هذا، ثم قال لي: أتراك لو أنك إبراهيم بن أدهم زاد على هذا؟ فانصرف، فلما كان من الغد ذكر صفتي في المسجد، فعرفني بعض الناس، فجاء الخادم ومعه عنق من الناس، فلما رأيته قد أقبل اختفيت خلف الشجر والناس داخلون، فاختلطت معهم وهم داخلون وأنا هارب.
روى يونس بن سليمان البلخي، عن إبراهيم بن أدهم نحوها.
إبراهيم بن نصر المنصوري، ومحمد بن غالب قالا: حدثنا إبراهيم بن بشار قال: بينا أنا وإبراهيم بن أدهم، وأبو يوسف الغسولي، وأبو عبد الله السنجاري، ونحن متوجهون نريد الإسكندرية، فصرنا إلى نهر الأردن، فقعدنا نستريح فقرب أبو يوسف كسيرات يابسات، فأكلنا وحمدنا الله، وقام بعضنا ليسقي إبراهيم، فسارعه فدخل في الماء إلى ركبتيه ثم