رجل فقال: جئتك من مسيرة ستة أشهر، حملني أهل بلادي مسألة، قال: سل. فسأله عنها، فقال: لا أحسن، قال: فأي شيء أقول لأهل بلادي؟ قال: تقول: قال مالك لا أحسن.
قال الفضل بن زياد: سألت أحمد: من الذي ضرب مالكا؟ قال: ضربه بعض الولاة في طلاق المكره. كان لا يجيزه، فضربه لذلك.
وقال أبو داود السجزي: ضرب جعفر بن سليمان العباسي مالكا في طلاق المكره، فحدثني بعض أصحاب ابن وهب، عن ابن وهب أن مالكا ضرب وحلق، وحمل على بعير، فقيل له: ناد على نفسك، فنادى: ألا من عرفني فقد عرفني، أنا مالك بن أنس، أقول: طلاق المكره ليس بشيء، فقال جعفر: أدركوه أنزلوه.
وعن إسحاق الفروي، وغيره قال: ضرب مالك ونيل منه، وحمل مغشيا عليه.
فعن مالك قال: ضربت فيما ضرب فيه سعيد بن المسيب، ومحمد بن المنكدر، وربيعة، ولا خير فيمن لا يؤذى في هذا الأمر.
وعن الليث بن سعد قال: إني لأرجو أن يرفعه الله بكل سوط درجة في الجنة.
قال مصعب بن عبد الله: ضربوه ثلاثين سوطا ويقال: ستين سوطا وذلك في سنة ست وأربعين ومائة.
قال الأصمعي: ضربه جعفر، ثم بعد مشيت بينهما حتى جعله في حل.
سليمان بن معبد: حدثنا الأصمعي قال: قال عمر بن قيس سندل لمالك: يا أبا عبد الله، أنت مرة تخطئ، ومرة لا تصيب، قال: كذاك الناس، ثم فطن فقال: من هذا؟ قيل: أخو حميد بن قيس، فقال: لو علمت أن لحميد أخا مثل هذا ما رويت عن حميد.
عن ابن وهب: أن مناديا نادى بالمدينة: ألا لا يفتي الناس إلا مالك، وابن أبي ذئب.
حرملة: حدثنا ابن وهب: سمعت مالكا، وقال له رجل: طلب العلم فريضة؟ قال: طلب العلم حسن لمن رزق خيره، وهو قسم من الله.