للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين فأمده الله بالملائكة. فحدثني ابن عباس قال: بينما رجل من المسلمين يومئذ يشتد في أثر رجل من المشركين أمامه، إذ سمع ضربة بالسوط فوقه وصوت الفارس: أقدم حيزوم. إذ نظر إلى المشرك أمامه فخر مستلقيا، فنظر إليه فإذا هو قد خطم (١) أنفه وشق وجهه كضربة السوط، فاخضر ذلك أجمع. فجاء الأنصاري، فحدث ذاك رسول الله فقال: صدقت، ذلك من مدد السماء الثالثةفقتلوا يومئذ سبعين، وأسروا سبعين. أخرجه مسلم (٢).

وقال سلامة بن روح، عن عقيل، حدثني ابن شهاب قال: قال أبو حازم عن سهل بن سعد قال: قال أبو أسيد الساعدي بعدما ذهب بصره: يا ابن أخي، والله لو كنت أنا وأنت ببدر، ثم أطلق الله لي بصري لأريتك الشعب الذي خرجت علينا منه الملائكة، غير شك ولا تمار.

وقال الواقدي (٣): حدثنا ابن أبي حبيبة عن داود بن الحصين، عن عكرمة، عن ابن عباس. وحدثنا موسى بن محمد بن إبراهيم، عن أبيه أن رسول الله قال: يا أبا بكر أبشر هذا جبريل معتجر بعمامة صفراء آخذ بعنان فرسه بين السماء والأرض. فلما نزل إلى الأرض، تغيب عني ساعة ثم طلع، على ثناياه النقع يقول: أتاك نصر الله إذ دعوته.

وقال عكرمة، عن ابن عباس، أن النبي قال يوم بدر: هذا جبريل آخذ برأس فرسه، عليه أداة الحرب. أخرجه البخاري (٤).

وقال موسى بن يعقوب الزمعي: حدثني أبو الحويرث، قال: حدثني محمد بن جبير بن مطعم أنه سمع عليا ، خطب الناس فقال: بينما أنا أمتح (٥) من قليب بدر إذ جاءت ريح شديدة لم أر مثلها ثم ذهبت،


(١) الخطم: الأثر على الأنف من الضربة.
(٢) مسلم ٥/ ١٥٦، ودلائل النبوة ٣/ ٥١ - ٥٢.
(٣) المغازي ١/ ٨١، ودلائل النبوة ٣/ ٥٣ - ٥٤.
(٤) البخاري ٥/ ١٠٣، ودلائل النبوة ٣/ ٥٤.
(٥) أي: أنزع الماء من البئر.